press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

3333

 

-------------------
إن الحركات الإسلامية التي قامت بعد سقوط دولة الخــ.لافة العثمانية كانت كثيرة وهدفها كان واضحا ألا وهو إعادة الحكم بما أنزل الله واستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخــ.لافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
وبما أن هذا الهدف العظيم هو مفتاح الحل لجميع مشاكل المسلمين ويرفع عنهم الذل والهوان وهو الذي سيوحد المسلمين جميعا في دولة واحدة وخلف إمام واحد، انبرت دول الكفر قاطبة للتصدي لهذه الحركات والحيلولة دون نجاحها وانتشارها، كيف لا وهم الذين ما فتئوا يحاربون الإسلام ويعادون المسلمين، وهم من أسقط كيان المسلمين الذي كان حصنهم الحصين؟! فكانت هذه الدول تحارب كل حركة إسلامية بطريقة معينة بحيث لا تظهر العداء للمسلمين وتشجعهم على التوحد والوقوف ضدها.
واستطاعت الدول الكافرة تمزيق وتفتيت هذه الحركات الإسلامية بسبب شيء واحد لا ثاني له؛ ألا وهو العمل على صرفها عن الطريقة الشرعية التي توصلهم لهدفهم وهي طريقة النبي ﷺ في بناء أعظم دولة عرفها التاريخ.
فالنبي ﷺ لم يهادن ولم يقبل المال السياسي الذي يسلبه قراره، ولم يشارك الكفار في الحكم، ولم يداهن الرأي العام المخالف للإسلام ولم يتنازل عن الثوابت التي وضعها في بداية دعوته.
إن انطلاق ثــ.ورات ما يسمى الربيع العربي هي في حقيقتها تحرك شعبي رافض للواقع الفاسد الذي يتحكم في البلاد العربية، وسعي لتغيير أنظمة الحكم القمعية العلمانية.
وفي مقدمة هذه الثــ.ورات كانت ثــ.ورة الشام المباركة حيث تبلورت شعاراتها وثوابتها الإسلامية.
فعندما بدأت هذه الثــ.ورة المباركة بشعاراتها الإسلامية وأهدافها أيضا أحست دول الكفر بالخطر المحدق، فهذه الثــ.ورة ليست كباقي الثورات والتحركات الشعبية الأخرى والتي تمكنت بسهولة من القضاء عليها وتفريغها من شعاراتها. فضلا عن أن هذه الثورة قد خرجت من المساجد تطالب بتحكيم شريعة الرحمن ومن بين هتافاتهم "الشعب يريد خــ.لافة من جديد"، "الشعب يريد إسقاط النظام"...
فبدأت الدول الكافرة كعادتها بمحاربتها عــ.سكريا؛ ابتداء من خلال إدخال روسيا وإيران وحزب إيران والمليــ.شيات العراقية لصد هذه الثــ.ورة المباركة ولردها عن مبتغاها وثنيها عن هدفها بإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
ولكن هيهات هيهات أن تستطيع القضاء على ثــ.ورة خرجت تصدح بشعار (قائدنا للأبد سيدنا محمد)، تستمد قوتها من توكلها على الله عز وجل، ومن له قوة أمام قوة الله؟!
فاستخدموا الأسلوب الثاني أو الخطة "ب" لمواجهة هذه الثــ.ورة ألا وهي الأعمال السياسية (الفخاخ السياسية)، من خلال المؤتمرات التي عقدت لتغيير مطالب الناس وحرف مسار الثــ.ورة وتهدئة النفوس الثائرة ووعود فضفاضة...
وبالفعل نجحت دول الكفر بداية في النيل من هذه الثــ.ورة وتكسير أجنحتها عن طريق الخداع والكذب وعن طريق وضع قيادات مصنعة لثــ.ورة الشام غير مؤهلين لقيادة أعظم ثــ.ورة في التاريخ، وكانت هذه هي التي كسرت ثــ.ورة الشام وحجّمتها إلى ما هي عليه الآن؛ هؤلاء القادة الذين وضعتهم دول الكفر على ثــ.ورة الشام قد تخلوا عن الطريقة التي توصلهم إلى هدفهم وتستجلب نصر الله لثــ.ورة الشام، فأخذوا المال السياسي المسموم الذي سلب قرارهم وقرار الثورة وارتبطوا بالدول الداعمة من خلال هذا المال ليكونوا بذلك قد انحرفوا عن طريقة رسول الله ﷺ في إقامة الدولة.
لكن ثــ.ورة الشام بما يمتلكه أهلها من وعي وإيمان استطاعت أن تكشف كل الأقنعة وكل المؤامرات التي استخدمت ضدها، فبدت بفضل الله عصية على من يحاول القضاء عليها.
وما نراه الآن من محاولات إصلاح وعقد مؤتمرات داخلية وتحسين الواقع الاقتصادي ليست إلا تخبطات ما قبل السقوط لهذه الطغمة الفاسدة الخائنة، فرغم كل المؤتمرات والمؤامرات ورغم مكر الكفار بثــ.ورة الشام ومحاربتها بكل الأساليب والوسائل المتاحة، أثبتت ثـ.ورة الشام أنها ما زالت عصية على الدول المتآمرة، وهي شوكة في حلوقهم وسترد كيد الكائدين إلى نحورهم قريبا بإذن الله.
فها هي اليوم ثــ.ورة الشام وأهلها قد وعوا على الألاعيب السياسية ضد ثـ.ورتهم، وقد أدركوا سفينة ثورتهم قبل أن تغرق، وقد عرفوا طريق النجاة ومفتاح الحل، فتجددت الثــ.ورة من جديد وانطلق أهلها ليستعيدوا قرارهم المسلوب ويعيدوا سلطانهم المغتصب من قادة المنظومة الفــ.صائلية عن طريق التزامهم بأوامر الله سبحانه وتعالى وبهدي نبيهم محمد ﷺ وطريقته.
فهم اليوم كجمرة متوقدة من تحت الرماد قامت لترفع الصوت عاليا بأن هذه الثــ.ورة لن تُكسر ولن تتراجع ولن تحيد ولن تلين في وجه الطغاة وفي وجه المؤامرات السياسية العالمية، بل هي مستمرة شامخة شموخ الجبال، ثابتة على مبادئها بإسقاط النظام المجرم بدستوره وبكافة أركانه ورموزه، وتحكيم شرع الله على أنقاضه، التزاما بطريقة قائدهم وقدوتهم محمد ﷺ التي تخلى عنها من ادعى نصرتهم من قادة عملاء أدوات للغرب الكافر في ثــ.ورتهم المباركة.
فالثــ.ورة الآن عادت لتكون عصية على كل متآمر وعدو كافر، فلا يريد أهل الشام الآن استبدال عجل له خوار بفرعون، لا يريدون استبدال قادة فـ.صائل مجرمين ببشار المجرم بل يريدون نظاماً منبثقاً من صلب عقيدتهم.
ولا ننسى أن ثــ.ورة الشام قامت من أجل الله فحق على الله أن ينصرها، وحاشاه أن يكسر ثــ.ورة على أيدي الكفار قد خرجت تبتغي رضاه وتريد تحكيم شريعته في الأرض، فلم يتبق إلا القليل حتى تعود ثــ.ورة الشام إلى مجدها وعزها وسيرتها الأولى، وعما قريب بإذن الله سنشهد انتصار أعظم ثــ.ورة في التاريخ بأهدافها وغاياتها واستئناف الحياة الإسلامية عن طريق دولة الخــ.لافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
 
----------
- بقلم: الأستاذ رامز أماني