press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

اتخاذ قيادة سياسية واعية ثاني خطوات النصر

 

 

 

#مقالة:
اتخاذ قيادة سياسية واعية ثاني خطوات النصر


ثاني الخطوات حتى تنتصر ثورة الشام هي اتخاذ قيادةٍ سياسيةٍ واعيةٍ ومخلصةٍ ، تمتلك مشروع الخلاص ويكون منبثقاً من صميم عقيدتنا ، يقول عليه الصلاة والسلام "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون بعدي خلفاء فيكثرون"، قالوا: "يا رسول الله فما تأمرنا ؟" قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول ثم أعطوهم حقهم واسألوا الله الذي لكم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" ، ففي هذا الحديث يبين نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم أن السياسة هي عمل الأنبياء في بناء الدول ورعاية شؤون الناس ، فقد كان عليه الصلاة والسلام قائداً سياسياً يدعو إلى الله ويبلغ الرسالة ، وكان يكتل الصحابة الذين آمنوا معه ، ويثقفهم ويصنع منهم رجال دولة و سياسيين .

ونقل عن الصحابة قولهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفرغنا ثم يملؤنا ، أي كان صلى الله عليه وسلم يغرس في نفوسهم العقيدة السياسية الروحية ، ليكونوا بعده ساسة الأمة ، وكلنا نعلم من تولّى قيادة المسلمين بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانوا من أصحابه الذين أعدهم بيديه صلى الله عليه وسلم وخاضوا الصراع الفكري والكفاح السياسي في مجتمع مكة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه واعين تماماً على مكر قريشٍ لهم ، وكانت الآيات تتنزل عليهم فتكشف خطط وتآمر سادات قريش ، وتبين عوارهم و تفضح مكرهم في سعيهم للقضاء على الدعوة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ينشرون أفكار الإسلام الصافية النقية ويصارعون أفكار الكفر ، لا يرتبطون بدول خارجية كالفرس والروم ، ولا حتى بقبائل العرب ، بل كانوا مستقلين في قراراتهم يسيرون في مجابهة المجتمع الجاهلي ونظام حكمه تحت أوامر الله ونواهيه .

واليوم في ثورة الشام بعد أن أصبح قرار الثورة السياسي بيد النظام التركي المجرم ، سُلّمت المناطق التي حررها المجاهدون بدمائهم ، وتم تجميد الجبهات ، واليوم يروجون لفكرة المصالحة مع النظام المجرم ، من أجل القضاء على الثورة وإرجاع أهلها إلى حظيرة النظام المجرم ، فلابد بعد أن يجتمع المخلصون ويتكتلوا فيما بينهم ، أن يتخذوا قيادة سياسية مخلصة وواعية تمتلك مشروعاً و رؤيةً واضحةً وطريقاً سليماً يرتكز على ثوابت عقيدتنا ، و تكون هذه القيادة مخلصة صادقة واعية مبدئية جريئة واضحة و شجاعة تقول الحق لا تخشى في الله لومة لائم ، خبِرَها أهل الشام في نصحها و تحذيرها منذ انطلاق الثورة من الركون إلى الغرب الكافر وحلوله الاستسلامية ، ومن المال السياسي القذر الذي يفسد الثورات ويحرف مسارها بل ويخضعها للطاغية من جديد ، يقول الله تعالى في سورة هود: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113)”، فاليوم ثورة الشام بأمس الحاجة إلى قيادة سياسية مخلصة واعية مرتبطة بحبل الله المتين ، متوكلة عليه لتقود سفينة الثورة نحو إسقاط النظام المجرم في عقر داره وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه ، قال تعالى : ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ )

----------------------
مصطفى نجار