press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١١٢٢٨ ١٢٢٥٠٣

 

يحدثنا القرآن الكريم عن فرعون وهو يمنُّ على نبي الله موسى و يتهمه. قال تعالى:
(قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِى فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ)

تهمةٌ منكرة كاذبة خاطئة، فيها يكمن الظلم والجور والتدليس على نبي الله موسى عليه السلام، و مثل هذا الاتهام حصل مع كل نبي، و هو يحصل مع كل حامل دعوة، من قبل فرعون ومن انتهج نهجه.

فكل من خرج ليقف في وجه الظلمة والمجرمين والطواغيت من الحكام وأذنابهم... يقاسي ما قاساه من سبقهم.

لقد أخبرنا الله عز وجل عن السبب الحقيقي للتصدي للرسل و لمن حمل رسالة الحق من بعدهم. قال الله سبحانه:(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، الذي أمرهم أن يأتوا الظلمة ويدعوهم للحق وينكرون عليهم ظلمهم.

إن توجيه التهم لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله على مر العصور هو ديدن الطغاة والظالمين .. فهم لا يستطيعون مقاومة الحق وأفكاره، فيلجؤون للتدليس والتحريف وإهانة حامل الحق والداعي له و الافتراء عليه، فهم مفلسون ليس لديهم سوى ذلك، وهذا من فضل الله علينا وعلى حملة الدعوة إلى الله، فسبب الكيد بالعاملين الى الله واحد وإن اختلفت الأساليب.

وقد قص علينا ربنا جل جلاله هذه القصص لنعلم أن الدعوة تحتاج الى التضحية التي سيقدمها حامل دعوة الحق، وكلنا نعلم أن خيرة خلق الله قد نالهم من الأذى مانالهم. فهذه سنة الله عز وجل في كل دعوة، وعلينا أن نكون على بصيرة من وعورة الطريق ومشقته ونستعد للنجاح في امتحان الثبات على الحق رغم الابتلاءات و المحن.

و أيضا لنعلم حقاً أن أصحاب الباطل إذا مكثوا طويلا دون إنكار عليهم وعلى ظلمهم وإجرامهم، فإن الشيطان يزين لهم أعمالهم، فيتجبرون ويستكبرون حتى يدعون الألوهية ويظنون أن الحق معهم، فإن جاءهم منكِرٌ بعد وقت طويل يستشيطون غضبا ويقض مضجعهم فقد اعتادوا على الأمر و النهي دون اعتراض، ولهم الحكم والطاعة التي تبلغ حد العبادة.
فيكون ردهم على صاحب دعوة الحق قتلا أو تعذيباً وسجناً مترافقاً مع التدليس و الافتراء.
و يزداد ذلك كلما زاد صمت الناس و عدم إنكارهم وطال سكوتهم على الظلم و الظالمين.
وكلما طال السكوت على الظلم أصبحت فاتورة تغييره أكبر و أصعب
لذلك لا بد من العمل للإنكار على الظلمة وتغييرهم مباشرة بعمل جماعي هادف، يكون على بصيرة و طريقة مستقيمة حتى يتم اقتلاع الطغاة و أنظمتهم ليحل مكانها نظام الإسلام الذي ارتضاه لنا رب العباد و في ذلك الفوز و الفلاح في الدنيا و الآخرة.

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
نور الدين الحوراني