press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ahdath060518

أحداث في الميزان: ساتر ترابي كان يفصل بين الحق و الباطل

الحدث:

دخول طلائع القوات الروسية إلى ريف حمص الشمالي تنفيذا للاتفاق الموقع بين فصائل المنطقة والمحتل الروسي.

الميزان:

في مشهد يكاد لا يخلو من العجب و الدهشة، صعد أحد عناصر المحتل الروسي يحمل العلم الروسي بيده إلى أعلى الساتر الذي كان يفصل بين الحق و الباطل ، يفصل بين التكالب و التضحيات ، يفصل بين الهزيمة و الصمود . صعد هذا الجندي الروسي إلى أعلى الساتر رافعاً علمه معلناً انتصاره و احتلاله لبقعة لطالما حاول أن يحتلها طيلة سبع سنوات دون جدوى ، بفضل التضحيات و المفاهيم الصحيحة بالدفاع عن الأرض و العرض و الدين . أما عندما تغيرت المفاهيم ، و تحولت من أن نضحي و ندافع و نجاهد ، إلى أن ليس لنا طاقة بهذا المحتل ، استطاع المحتل بكل سهولة السيطرة على بقعة لم يستطع سابقاً بكل أسلحته الاقتراب منها و لو حتى متراً واحداً . بات مشهد تسليم المناطق و الرضوخ لسياسة المحتل مألوفاً و متسارعاً ، و بات قضم المناطق منطقياً بوجود أشخاص استلموا مناصب و هم غير مؤهلين لها .

طبيعي ما يحدث عندما يوسّد الأمر لغير أهله ،و طبيعي أيضاً أن تهدر تضحيات الشهداء و صبر الناس على الحصار و القصف و القتل و الجوع بتسليم القرار لمن هم بالأصل غير مقتنعون بهذه الثورة المباركة التي خرجت ضد نظام علماني فاجر وضعي لتغيره بنظام الإسلام العظيم . عندما يوسّد الأمر لغير أهله يُقلب الحق إلى باطل و تضيع التضحيات و تباع الدماء و تُوضَعُ قاعدة جديدة ( ما حُرِّر بالقوة يستردُّ بالخيانة ) .

لم تكن الآلة العسكرية هي سبب خسارتنا لمعظم المناطق التي استرجعت من النظام الفاجر ، بل خسارتنا بسبب السياسة الخبيثة ، و توظيف عملاء لهذا النظام الوضعي الذي استهان بالتضحيات و باع الدماء، و يأتيك من يقول بأن لا مكان للسياسة بوجود السلاح و رأينا بأم أعيننا بأن ما حققته السياسة بأسابيع لم يحققه السلاح بسنين . ابتعاد أهل الشام عن ثوابت ثورتهم المتضمنة اسقاط النظام بكامل رموزه و تحكيم شرع الله كبديل عن النظام الوضعي ، هو سبب ما آلت إليه حال الثورة . ففي بداية الثورة نصر الله أهل الشام نصراً مؤقتاً بتحرير مناطق شاسعة من أرض الشام و ذلك لأن من خرج على هذا النظام كان عمله خالصاً لوجه الله و لا يرى النصر إلا من عنده سبحانه .
وعندما فهم النظام و الغرب سرّ الانتصارات ، حوّلوا وجهة التوّكل من التوكل على الله إلى التوكل على مالٍ مسمومٍ نوّطَ النصر به و ارتبط به متناسيين قول الله سبحانه : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال : 36]

بعد كل هذا أصبح من الطبيعي ما نراه من مشاهد التسليم و الاستسلام أمراً محتوماً و واقعاً لا محالة ما لم يستدرك الركاب القارب قبل غرقه بتسليم الدفّة لمن هو أهل لها لإيصال هذا القارب إلى برّ الأمان . فبعد تعرية كل المشاريع و فضحها ، و بعد ما رأيناه من عدم وضوح رؤية سليمة في هذه الثورة ، يجب توسيد الأمر لأهله ، لمن عنده مشروع واضح و قيادة واعية توصلنا لبر الأمان و هو حزب التحرير الذي لا يكذب أهله الذي لطالما نصح و نبّه و كشف و فضح . الذي استنبط مشروعه من القرآن الكريم و سنة محمد عليه الصلاة و السلام و سار على نهجه و طريقته .

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبدالكريم جمعة