خبر

 

 

 



الخبر:
شنت مقاتلات كيا.ن يه.ود غارة على نقطة قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق في وقت مبكر من صباح الجمعة 2 من أيار.

وقال رئيس وزراء يهود نتنيا.هو، ووزير خارجيته يسرائيل كاتس، إن الجيش هاجم هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية، مجدداً تعهده بحماية أبناء الطائفة الدرزية، وفق بيان نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ونقلت الصحيفة قولهما "لن نسمح بإرسال قوات جنوب دمشق أو أي تهديد للطائفة الدرزية".

التعليق:
هذه هي المرة الثانية التي يشن فيها كيا.ن يه.ود ضربة على سوريا في غضون يومين، وكان ذلك إيفاء بتعهداته للطائفة الدرزية بحمايتها في حال تعرضت لعدوان. ولكن الجديد هذه المرة هو استهدافه لهدف بجانب القصر الجمهوري في جبل قاسيون.

إن هذا الكيان المسخ لو وجد من يرد له الصاع صاعين أول مرة لما وصل إلى ما وصل إليه من علو صوته بحماية طائفة يعمل اليوم على ذر الرماد في عيونها بعد أن أدار لها ظهره، ولما تجرأ أن يتمادى ويتمدد.

إن مفهوم السيادة مفهوم عميق وضروري وخاصة عندما تعمل على تعزيزه بعد معركة طويلة، فلو حققته بتفاصيله لما تجرأ كل غث وسمين أن يتمادى. في سوريا اليوم دعوات هنا وهناك وإملاءات من هنا وهناك، وتجاوزات من هنا وهناك، فالكل يرى نفسه معلّماً ويطرح ويقدم أفكاراً وأطروحات ومقترحات، نعم يحصل ذلك لأنه لا توجد ردة فعل واضحة وصحيحة تحقق المفهوم، وكل ما هنالك شخصيات تخرج على الشاشات لتهدئ الوضع ومقاربة وجهات نظر وتبرير... وما خلا ذلك، الكل يعمل كردة فعل وذلك سببه عدم وضوح مفهوم سيادة الدولة، والكثير من ردات الفعل تكون بعد اتفاق! وهذا خلل واضح بمفهوم السيادة.

إن تجاوزات كيا.ن يهو.د اليوم والبارحة وتصريحاته وأفعاله بعد التحر.ير كل ذلك بسبب عدم وضوح مفهوم السيادة، والتبريرات والدفاع من شخصيات كذلك سببه غياب وضوح مفهوم السيادة. إن مفهوم السيادة الذي يُبنى اليوم هو مفهوم مرتبط بالوفود التي جاءت لدمشق، مفهوم تم رسمه تحت عنوان لا نريد أن نعيش في حالة انعزال! مفهوم قوامه نريد أن ننجح وأن نستمر ولو قلنا عند كل مشهد الضرورات السياسية تبيح المحظورات السياسية! نسكت على تصريحات بالتطبيع والاتفاق الإبراهيمي وذلك لأننا نريد أن نستمر! نعم كل ذلك سببه هو غياب المفهوم المنبثق عن أصل مبدئي لمفهوم السيادة.

وبالعودة لكيا.ن يهو.د وضربته، فإن ردة فعله تجاه ما حصل لا تعدو كونها حفظ ماء وجهه وخاصة بعد التوجيهات الصارمة التي سمعها من ترامب، وإن ردة فعل كثير من الشخصيات في أشرفية صحنايا لتدلل على ذلك "لقد خذلتنا إسر.ائيل"، نعم إن تاريخ ما قبل ضربات مطار حماة العسكري مختلف تماما عما بعدها، فما بعدها صار هناك اتفاق أنه ممنوع التفكير بأي حركة أو تشويش أو دعاوى للفيدرالية والانفصال واللامركزية، وأن الدولة ستبسط سيطرتها على كل الأراضي وأنه لا سلاح خارج سلطة الدولة.

نعم لقد اختلف الواقع وعليه اختلفت المواقف وحتى ردات الفعل، ولكن الشيء الوحيد الذي لم يختلف هو أننا لا نزال مسرحا لأي سيناريو، نُستباح كيفما اتفق سواء أكان الأمر بتنسيق أو بدونه!

إن ما حصل لهو أمر خطير لو تعلمون، فنحن ما خرجنا وقدمنا وضحينا وبذلنا لنكون متلقي ضربات بحسب الاتفاقيات، لقد قدمنا كل ذلك لنحقق ما يخشاه النتن وعبر عنه والذي هو واقع سيكون عما قريب بإذن الله. لقد خرجنا لنحقق دو.لة الخلا.فة الرا.شدة الثانية، صاحبة السيادة الحقيقة، التي يكون أمانها بأمان الإسلا.م والمسلمين، دولة تشعر فيها الرعية أنها محمية فلا تحتاج أن تتوجه لأي جهة تحميها، دولة لا يخاف فيها أي شخص من أي جهة كانت لأنه يعرف أن حقه سيصل إلى عنده، دولة واضح فيها مفهوم الأمن، وفيها يعرف الجميع واجباتهم وحقوقهم، دولة يخشاها القريب قبل البعيد ويرهبها، دولة تحقق الكرامة الإنسانية وتصونها، تحصّل حق الضعيف وتأخذ على يد القوي، دولة يحسب العالم كله بالساعات والأيام لحظة إعلانها، فليكن يقيننا بقيامها كيقينهم هم بها، فبها فقط نعتز ونفتخر ونسود، وما دون ذلك مرابعة عن الغير ودولة ظِل تسقط عند أول هبة ريح أو عدم رضا!

 

 

-------------------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلا.مي المر.كزي لحز.ب التحر.ير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلا.مي لحز.ب التحر.ير في ول.اية سوريا

 

 

المصدر: https://tinyurl.com/4nv8y85m