
رِبعي بن عامر، أحد خريجي مدرسة النبوة الأفذاذ، والبارع في فــــنّ حُســن عـــرض الإســـــلام، ردّ على رستم قائد الفرس لما سأله: ما جاء بكم؟ بقوله: (لقد ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه حتى نفيء إلى موعود الله...) [رواه الطبري في تاريخ الرسل والملوك].
في لفظي: (ابتعثنا - فأرسلنا) دلالة واضحة على أن تبليغ الرسالة مستمر في الأمة الإسلامية بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، وبما أنه خاتم الأنبياء والرسل فالله سبحانه كلّف الأمة الإسلامية بمهمة الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فقد حُمّلت الأمة الإسلامية هذه المهمة العظيمة إلى يوم القيامة، فوجب عليها إنقاذ العالم من الضلال مع إنقاذ نفسها، وتخليص البشرية من الظلم والجور والإذلال والاستعباد.
فكيف بمن انتسب لهذه الأمة، وكان همّه تطبيق الإسلام؛ المنبثق عن العقيدة الإسلامية، أن يستبدل – بحجة المصلحة - هذه الخيرية بالوقوع في تطبيق النظام الديمقراطي؛ المنبثق عن العقيدة الرأسمالية: فصل الدين عن الحياة!!
قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران 110]. وقال جلّ جلاله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا) [النساء 60].
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد صالح