صورة واتساب بتاريخ 1447 03 12 في 20.55.33 af97ec64



تستمر العمليات العسكرية لكيان يهود على جنوب سوريا، وهذه المرة كانت المنطقة المستهدفة هي منطقة الكسوة، التي تبعد عن قلب العاصمة دمشق 20 كيلومترًا. حيث نفذت وحدات من جيش الكيان ثلاث عمليات عسكرية خلال 24 ساعة، بدءًا من يوم الثلاثاء 27-8-2025. وقد أدت غارتان للكيان على المنطقة يومي الثلاثاء والأربعاء إلى استشهاد عدد من الأشخاص بينهم جنود من الجيش السوري. أعقب ذلك مساء الأربعاء إنزال جوي استمر لمدة ساعتين، قيل أن هذه الوحدات قامت خلاله بتفكيك معدات تجسس زرعها الكيان في المنطقة منذ عشر سنوات.

تم هذا الإنزال بهدوء وسلام، ولم يُتعامل معه على أنه اعتداء، فلم يتحرك الجيش السوري للتصدي له أو اعتراضه. بل كان انشغال الإدارة السورية للمرحلة الانتقالية بالمشاركة في احتفالات افتتاح معرض دمشق الدولي، التي شملها إطلاق الألعاب النارية والرقص والمرح!
كل ما صدر عن الإعلام السوري هو بيان من وزارة الخارجية يستنكر القصف "الإسرائيلي"، ويدعو المجتمع الدولي للتدخل ووقف الانتهاكات، في بيانات تشبه إلى حد كبير بيانات النظام البائد!
ورغم خطورة الإنزال الجوي، لم يصدر أي تعليق من الإدارة السورية، وتم تجاهل الحدث رغم ضخامته، وكأن شيئًا لم يحدث!
وإن ما تم من فعاليات واحتفالات شارك فيها رئيس الإدارة، لهو رقص على دماء شهدائنا، يجب ألا يمر مرور الكرام! أليس من الواجب إعلان الحداد على أكثر من 20 شهيدًا سقطوا بعدوان وحشي إجرامي؟ أليس من الواجب إلغاء الاحتفالات المزمع إقامتها احترامًا لهذه الدماء الزكية؟ فضلًا عن وجوب الرد الحاسم، وإعلان الحرب الفورية على هذا الكيان، الذي لن يصمد أمامها لأيام، وسينهار أمام ضربات المجاهدين، تمامًا كما حصل مع نظام الطاغية أسد الفار!

إن ما تقوم به الإدارة السورية من السير في ركب المطبعين، وما يرافقه من تمهيد لاتفاقيات أمنية مع الكيان، والتزامها باتفاق 1974 الباطل الذي وقّعه نظام أسد البائد، كل ذلك لن يوقف اعتداءات الكيان، ولن يمنعه من الاستمرار بالتوغل والقصف، بل وخطف المدنيين في القنيطرة، وسيضرب بكل الاتفاقيات عرض الحائط، وسيزيد من تمرده وطغيانه وإجرامه دون رادع، كيف وربيبته أمريكا ترعاه وتؤيده في كل أفعاله!

إن كيان يهود يرتعد من إمكانية تحرك عسكري ضده، شبيه بمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023. ومع غليان الشارع الإسلامي، وانتظار الأمة فقط لشرارة تنطلق من الشام تمحوه من الوجود، فإنه يعتبر أي تحرك بالقرب من حدوده الجنوبية خطرًا كبيرًا، ولو كان هذا التحرك يبعد عشرات الكيلومترات عن حدوده، مما يدل على أن الكيان يعيش في حالة رُهاب شديد، ويتخوف من زواله ببدء تحرك جحافل المجاهدين.
فعلى الإدارة السورية الجديدة أن تنبذ كل الاتفاقيات السابقة، وترفض التطبيع مع الكيان، وألا تسير وفق الإملاءات الخارجية، بل تتخذ قرار الحرب الذي يطالب به أهل الشام، بل كل المسلمين حول العالم. وإلا، فستواجه غضب الله وغضب الأمة، وتكون عرضة للاستبدال القريب، وسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، يجاهدون في سبيله، ويرفعون راية الإسلام فوق المسجد الأقصى، محررين، مهللين، منتصرين بإذن الله.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد الصوراني