الحرص على رضى المجتمع الدولي والتماهي معه وأن أكون جزءا من النظام العالمي فهذا يعني أن النظام السياسي الدولي هو الذي يحدد العلاقات الخارجية للدولة ويؤثر على الحياة السياسية داخل البلاد، لأن شريعة الرأسمالية هي السائدة في العلاقات الدولية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وكل نظم الحياة. وأخطر ما في هذه المصيبة بعد سلب القرار السياسي من قبل الدول صاحبة القرار على المستوى الدولي كأمريكا وفرنسا وبريطانيا تأتي مصيبة السيطرة الاقتصادية على البلاد تحت ذريعة الاستثمار والمساعدات والتطوير والتحديث ورفع العقوبات.
والدخول في منظومة الاقتصاد الحر الرأسمالي الربوي هذا يؤدي إلى فتح المجال للشركات الاستثمارية للدخول للبلاد من أجل نهب الثروات والسيطرة على ثروات البلاد والتحكم بها، والأمثلة على ذلك كثيرة في بلدان العالم كالسودان والكونغو ومالي والعراق وكثير من بلدان افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وليس بعيد صفقة المعادن بين أمريكا وأوكرانيا.
فعلى الإدارة الحالية أن تتقي الله فيما استخلفها الله عليه لينظر كيف يعملون.
قال تعالى: (عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ).
وليتنبهوا إلى أمرٍ مهم في إقامة الدولة أن استجداء المجتمع الدولي لا يأتي بالخير ولا بالعزة ولا يرضي الله ويجب أن يكون عندهم من الوعي السياسي القدر الكافي لإدراك ما يحاك للبلاد من مؤامرات ومكر يراد بنا سوءاً، وقد حذرنا الله من مكرهم، قال تعالى: (وَقَدۡ مَكَرُواْ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكۡرُهُمۡ وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى عتيق