- التفاصيل
أحداث في الميزان: المؤتمرات مؤامرات على ثورة الشام لإعادة إنتاج نظام الإجرام
الحدث:
اختتمت أمس الثلاثاء اجتماعات اليوم الأول من محادثات جنيف 8 بلقاء وحيد جمع وفد المعارضة السورية بالمبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا الذي أكد أن وفدي النظام والمعارضة سيجريان محادثات مباشرة للمرة الأولى خلال الأسبوع الجاري. واستغرق اجتماع وفد المعارضة السورية مع دي ميستورا نحو ساعتين، وتناول اللقاء جدول أعمال الجولة الحالية من المفاوضات. واكتفى المتحدث باسم الوفد يحيى العريضي بالقول إن اللقاء كان جيدا، وجرى الحديث فيه عن تخلف النظام عن المفاوضات وأنه لم يأت بعد ولم يدخل المفاوضات.
من جانبه، قال المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا إنه ستتاح لوفدي النظام والمعارضة السوريين فرصة خلال الأسبوع الجاري لإجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى ضمن الجولة الثامنة لمفاوضات جنيف.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية قالت إن وفد النظام سيصل إلى جنيف اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن الوفد سيرأسه بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة وكبير المفاوضين.
وكان الوفد أرجأ سفره للمشاركة في المحادثات بسبب إصرار المعارضة على تنحي الرئيس بشار الأسد.
وبحسب مصادر أممية، فإن الجولة التي بدأت الثلاثاء تنتهي يوم الجمعة المقبل، على أن تعقد جولة أخرى منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل.
الميزان:
تستمر مؤامرة المفاوضات متنقلة من الرياض إلى الآستانة إلى جنيف ولا هدف لها إلا القضاء على ثورة الشام والمخلصين من أبنائها وإعادة إنتاج نظام القمع العميل من جديد.
مؤتمر جنيف 8، الذي بدأت جلساته يوم الثلاثاء 28 تشرين الثاني، رغم أن وفد النظام تأخر وصوله إلى يوم الأربعاء بعد تردد في حضور المؤتمر احتجاجا على ما اعتبره شرطا مسبقا وهو بحث مصير بشار أسد.
وقد جاء بعد مؤتمر الرياض 2، الذي تم فيه تغيير وفد المعارضة المفاوض، بعد محاولة توسيع المعارضة بضم منصتي القاهرة وموسكو إلى معارضة الائتلاف الوطني وذلك من أجل تمييع المعارضة بشكل كامل، فعلى الرغم من أن معارضة الائتلاف الوطني ووفد التفاوض المنبثق عنه قد صُنع على عين بصيرة إلا أن منصتي موسكو والقاهرة تتميزان بأنهما تمثلان النظام بقناع المعارضة؛ وذلك لتمييع المعارضة بشكل كامل والوصول إلى الهدف من الحل السياسي الذي تصر عليه أمريكا وكل أدواتها، وهو المحافظة على نظام الإجرام العميل من جديد.
أما مسألة مصير السفاح بشار أسد فليس مهما من الناحية السياسية لأنه عميل يرتبط بقاؤه بقدرته على خدمة مصالح أسياده ومتى استنفذ دوره ووجد البديل المناسب وتهيأ الرأي العام لتقبل البديل فسيرمى به كحال كل العملاء إلى مزبلة التاريخ.
و لكن التركيز على مصير بشار أسد يراد منه:
1 – جعل التركيز على بحث مصير السفاح بشار أسد وكأنه الهدف الأكبر الذي يمكن لوفد المعارضة أن يحققه ليصور في حال حصوله على أن الثورة قد حققت أهدافها وما علينا إلا أن نتخلى عن ثورتنا.
2 – جعل مسألة الحل السياسي والقبول ببقاء أركان النظام من الأمن والجيش، بذريعة المحافظة على كيان الدولة أمرا محسوما ومقبولا في الأوساط الشعبية للمعارضة. وبذلك تكون الحكومة الانتقالية، أو حكومة الوحدة الوطنية - على فسادهما - عبارة عن واجهات إدارية خادعة لمن يتحكم بالقوة ويسيطر عليها من جيش ومخابرات. وكأن هذا الجيش ليس هو من قتلنا ودمر البيوت فوق رؤوسنا، وكأن أجهزة الأمن والمخابرات ليسوا هم من غيبوا مئات الآلاف من إخوتنا في أقبية الموت، وليسوا هم من قتل عشرات الآلاف من شبابنا تحت أبشع أنوع التعذيب، وليسوا هم من اغتصب الحرائر من أخواتنا في زنازنهم المظلمة.
إن مؤتمر جنيف 8، الذي يعتبر خطوة هامة في سلسلة المؤتمرات الكثيرة والتي من المحتمل أن ينتقل المفاوضون فيها إلى عقد جلسة مفاوضات مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة، يأتي في الوقت الذي تظن فيه أمريكا وأشياعها أن الوقت قد حان لفرض حلها السياسي القاتل على ثورة الشام وأهلها وقد ظنوا أن كيدهم أوشك أن يثمر وأن مكرهم كاد أن يحقق أهدافه.
ولكننا يجب أن لا نغفل عن أن كل وسائل القتل والإجرام التي مارستها أنظمة مأجورة ودول كبرى وميليشيات طائفية حاقدة، وكل هذه المؤتمرات المؤامرات التي تشترك بها دول الإجرام العالمي ومنظماتها لم تستطع طوال ما يقرب من سبع سنين أن تحقق أهدافها في القضاء على ثورة الشام؛ لذلك علينا أن نعزز ثقتنا بأنفسنا وبالمخلصين من أبنائنا فالصراع ما زال قائما والمعركة ما زالت مستمرة والانتحار يكون بإعلان استسلامنا قبل نهاية المعركة والصراع، وهذا ما يراهن عليه أعداؤنا ويعملون لتصويره أمرا واقعا.
ولن نحقق نصرنا وأهدافنا وثوابت ثورتنا بالانسياق مع ألاعيب أعدائنا بذرائع واهية، بل يكون نصرنا وعزنا بقطع حبائل الدول الكافرة وعملائها والاعتصام بحبل الله وحده ففي ذلك نجاتنا وفوزنا وعزنا وحياتنا.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
حنين الغريب
- التفاصيل
أحداث في الميزان: ارفضوا المؤتمرات ولا ترفضوا مخرجاتها فقط!!
الحدث:
اتهمت الفصائل المسلحة السورية مؤتمر الرياض بمحاولة الالتفاف على مطالب الثورة، ووصفت مخرجاته بالبعيدة عن متطلباتها وثوابتها.
وأكدت الفصائل - وأبرزها حركة أحرار الشام الإسلامية، وحركة نور الدين الزنكي، وتجمع فاستقم كما أمرت، ولواء المعتصم، وثوار الشام - في بيان مشترك لها اليوم الثلاثاء على أربعة بنود بشأن المؤتمرات التي تعقد من أجل سوريا.
وشددت في بيانها على: "عدم وجود مكان للنظام المجرم وعلى رأسه بشار الأسد وزمرته الحاكمة في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا".
ودعت إلى أن يكون هدف المفاوضات الرئيس هو تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات من خلال عملية انتقال سياسي شاملة وفق جنيف 1 وقرار 2118 لعام 2013 وبيان مؤتمر الرياض الأول لعام 2015. (المصدر: الدرر الشامية).
الميزان:
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مؤتمر (الرياض 2) بين مؤيد خجل لما حصل في دار ندوة القضاء على ثورة الشام وسوق نخاستها ومسرح بيع تضحياتها، وبين معارض على استحياء لم يظهر سبب معارضته، وجل ما أشار إليه الرافضون كلمات تحتمل معان عامة غامضة ليلبسوا على أهل الشام أمر ثورتهم، وهي معارضة لا تخرج عن سقف الخيارات المحتملة المسموح بها من قبل أعدائنا والتي ألزم المعارضون أنفسهم بها بناء على توجيهات الداعمين.
فبعد سنوات من عمر ثورة الشام المباركة نجد أن الوعي عند أهل الشام قد برز وأصبح حالة ظاهرة. لذلك ترى المتآمرين يسعون جاهدين لتمرير مشاريعهم، لذلك تعددت أساليبهم واختلفت أدوارهم وتزاحمت المؤتمرات وكثرت لأجل فرض حلهم السياسي الذي ينادون به، ولكن مصيرهم الفشل بإذن الله، وبفضل ثبات المخلصين من أهل الشام ووعيهم.
والأمر الآخر اللافت هو تخلف ممثلي المعارضة والكثير من قيادات الفصائل عن درجة الوعي التي تتميز بها الحاضنة الشعبية والرأي العام على أرض الشام، وذلك لأنهم فصلوا أنفسهم عن أهلهم وسندهم الطبيعي وحاضنتهم الشعبية، ورهنوا أنفسهم للداعمين والدول الكبرى التي كبلتهم بمالها السياسي القذر فسلبت إرادتهم وتحكمت بقراراتهم، وغدوا مجرد بيادق تحركهم كيفما تشاء، حتى غدت تصريحاتهم المعارضة التي يطلقونها أحيانا، لا تخرج عن السقف المسموح به، وربما كانت مجرد تصريحات هزلية في مسرحية تلميع الشخصيات أو تمرير الحلول التآمرية.
إن رفض مخرجات مؤتمر (الرياض 2) أو رفض غيره من المخرجات بذريعة أنها لا تلبي تطلعات ثورة الشام، وعدم رفض فكرة المؤتمرات والمصالحات والتفاوض مع نظام الإجرام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من أساسها، هو رفض عبثي لن ينفع ثورة الشام بل سيكرث مسالة التفاوض والمؤتمرات والقبول بالحل السياسي الذي تصرّ عليه أمريكا وأشياعها من أجل المحافظة على أركان النظام المجرم العميل، وضمان علمنة الدولة، ولإبعاد الإسلام ومحاربة العاملين لإعادته الى واقع الحياة.
إننا نحتاج في ثورتنا وخاصة من الفصائل وقادتها إلى موقف صدق مع الله يقلب الطاولة على مؤامرات العابثين المتآمرين على ثورتنا، برفض المؤتمرات من أساسها، وبقطع العلاقة مع الدول الماكرة وبرفض كل الحلول المطروحة من قبلها، وبإعادة التلاحم مع قاعدتنا الشعبية والتوحد معها بتبني مشروع سياسي واحد (مشروع الخلافة على منهاج النبوة) الذي يحقق رضا ربنا، ويجمعنا معا، ليقوم كلٌّ بدوره، ويستمد قوته ودعمه من إخوته؛ وعندها فقط يرتدّ كيد المتآمرين علينا إلى نحورهم وتكون أموالهم التي أنفقوها للقضاء على ثورتنا وديننا حسرة عليهم بعون الله جل وعلا.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبدو الدلي - أبو المنذر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
- التفاصيل
أحداث في الميزان: الرد على المؤامرات الغربية بإعلان البراءة وتبني المشروع الإسلامي
الحدث:
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بعد اجتماع مغلق مع نظيريه التركي، مولود جاويش أوغلو، والإيراني، محمد جواد ظريف، إنه اتفق على جميع المسائل المرتبطة بالأزمة السورية. وأضاف لافروف في تصريح صحفي، أن الاجتماع بحث كذلك إمكانية مشاركة المكون الكردي في مؤتمر الحوار الوطني السوري، المقرر انعقاده في سوتشي في الـ22 من الشهر الجاري.
جاء ذلك خلال لقاء جمعهم في مدينة أنطاليا التركية تحضيرا لقمة ستجمع رؤساء الدول الثلاث في مدينة سوتشي الروسية، خلال الأيام القادمة. تابع الوزير الروسي: “عسكريو إيران وروسيا وتركيا على اتصال دائم للتعاون في مناطق تخفيف التصعيد في سورية”. وأضاف “كان العمل مثمراً جداً، واتفقنا على جميع القضايا الرئيسية، التي يجب أن تهيئ الظروف الملائمة حتى تمتلك عملية جنيف بعض الأدوات الفعالة لحل المشاكل المذكورة في قرار مجلس الأمن 2254”. (الاتحاد برس).
الميزان:
هذه هي حقيقة النظرة الروسية ومن خلفها أمريكا والنظام الدولي لما يجري في سوريا (مشاكل)، وهذه المشاكل هي الدافع لهذه المؤتمرات والاجتماعات في أنطاليا التركية وسوتشي الروسية، فهؤلاء لا ينظرون إلى مطالب الشعب بإسقاط النظام والتحرر من الطغيان ولا يكترثون بمعاناتنا ولا بالمجازر التي تطال أهلنا بل هم شركاء فيها، وهذا عائد لنظرة الحقد على الإسلام والخطر الذي يدركونه من عودته إلى معترك الحياة والتي ينظرون من خلالها إلى ثورة الشام.
فأهل الشام خرجوا على نظام الاستبداد والقمع والإجرام لتغييره، وأما المنظومة الدولية فتنظر لهذا التحرك أنه يستهدف منظومتها؛ والتي يكون نظام أسد أحد البيادق (المهمة) في هذه المنظومة الدولية، لما تتمتع به سوريا من موقع جيوسياسي يستدعي تدخل العالم بكل عمل يهدف إلى إحداث تغييرات جوهرية في بنية الأنظمة الموجودة بهذه البقعة من العالم وخاصة إذا كان من يحاول التغيير هم أصحاب التوجه (الإسلامي).
هذه هي حقيقة النظام الديمقراطي الاستعماري الاستبدادي التسلطي الذي يحكم العالم، والذي لا يرينا إلّا ما يراه، وإلّا فالموت والثبور وعظائم الأمور، فإما أن نسير معه ونرى ما يراه، وإما أن يصف ثورتنا بالإرهاب والتخلف والرجعية وكل الصفات القبيحة التي يوسوس بها شياطينه من أجل تنفير الناس ممن يخالفه، ومن أجل إيجاد الذرائع المناسبة لحربه عليها.
إن روسيا وتركيا وإيران هي الأدوات التي سخرتها أمريكا عسكرياً لإجهاض ثورة الشام، وما تزال تستعملها سياسياً لإنهاء هذه الثورة وتثبيت أركان نظامها العلماني المقيت في دمشق، يجمعها حقدها على الإسلام وخوفها من انتصار ثورة الشام وتحقيق شعاراتها وأهدافها.
أما أنتم يا أهل الشام فأنتم أصحاب القرار في تحديد مصير ثورتكم، رغم كل ما يحل بكم من شدائد ومحن يراد بها كسر إرادتكم، وثنيكم عن إكمال مسيرتكم لقلع النظام العلماني العميل. والرد على هذا التآمر الحاقد:
• لا يكون بمحاولة استرضاء أعداء الثورة الذين تتسارع اجتماعاتهم على أعلى المستويات ظنا منهم أن الوقت قد اقترب للقضاء عليها.
• ولا يكون بالاستماع لنصائح المخادعين الذين يدعون صداقتنا وينسقون مع أعدائنا على أعلى المستويات.
• ولا يكون بالرضا بما يفرض علينا من حلول ولا بمن يصنع لنا من قيادات يغيرونها حسب متطلبات المرحلة.
بل يكون:
• بإعلانكم براءتكم من كل ما يحاك في هذه المؤتمرات جهارا.
• والبراءة ممن يدّعي تمثيلكم فيها من قيادات وشخصيات مصنعة من قبل أعداء ثورتنا علانية.
• وقطع كل حبائل الدول والجهات صاحبة الدعم المسموم، والمال السياسي القذر.
• والاعتصام بحبل الله عز وجل وحده.
• وتبني المشروع الإسلامي المناهض لمشاريع أمريكا وأتباعها، الذي يقدمه لكم إخوانكم في حزب التحرير.
• وإعطائهم القيادة السياسية للسير بثورتنا إلى مرضاة ربنا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ولمثل ذلك فليعمل العاملون.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد معاز
- التفاصيل
أحداث في الميزان: عندما تتحرك الأمة وتمارس دورها يتزلزل الطغاة وتسقط المؤامرات
الحدث:
بالتزامن مع افتتاح المؤتمر الثاني للمعارضة السورية الذي تحتضنه العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء، تشهد بعض المدن وبلدات في الداخل السوري، حراكاً شعبياً، انتفض بشكل سلمي ضد أي تنازل قد يتمخض عنه مؤتمر رياض 2.
وللمرة الأولى منذ ثلاث سنوات يتجاوز عدد نقاط التظاهر في محافظة درعا وحدها 25 نقطة شملت معظم بلدات الريف الغربي والريف الشرقي للمحافظة، كبلدات الجيزة، والسهوة، والكرك، اللجاة، نوى، جاسم، انخل، ونصيب، الحراك، المسيفرة، ابطع، مليحة العطش، بالتزامن مع مظاهرات دعا إليها مجلس المحافظة للوقوف ضد مؤتمر الرياض 2، كما خرجت مظاهرات في محافظة القنيطرة، رفضا لأي ضغوط قد تمارس على الوفد المتجمع وما قد ينتج عنه من خيبات جديدة لتطلعات السوريين، حيث رفع الأهالي في بلدتي العشة، وعين الباشق، لافتات نددت بمؤتمر رياض 2، ومشاريع التقسيم، والقبول ببقاء بشار الأسد. (القدس العربي).
الميزان:
بغض النظر عن أهداف الحراك الثوري ومن يقف وراءه في الجنوب السوري وبغض النظر عن المبالغة في الخبر، لازالت الثورة حاضرة ًطرفاً أساسياً مكافئاً في الصراع على أرض الشام، وفي حضرة الثورة وجرأة أهلها وإصرارهم على ما انتفضوا لأجله في حضرة هذا يسقط مؤتمر سوتشي ويسقط مؤتمر الرياض ويسقط مؤتمر جنيف وتنتهي تصورات بوتين وأردوغان وروحاني ومن ورائهم ترامب تنتهي تصوراتهم للحل عند آخر نشرة إخبارية نقلت عنهم قولهم وغطت اجتماعاتهم.
فالحدث في الشام ليس صراعاً بين دول إن هم توافقوا على حل كان لهم تنفيذه وكان بمقدورهم تحقيقه، بل هو صراع مع شعب ثائر، بإسلامه حطم أبواب السجن وكاد يخرج منه منذ زمن لولا تضليلٌ وتخذيلٌ يسعى بشتى الوسائل لإغلاق الأبواب وخنق أهل الشام من جديد.
قوة الرأي العام قادرة إن هي برزت ووجهت بشكل صحيح أن تحبط حل إنقاذ النظام المسمى بـ "الحل السياسي"، وعلى فعاليات وأفراد الثورة أن يتخلوا عن سلبيتهم السياسية وأن تعود لهم ثقتهم بأنفسهم عندما اندفعوا ثائرين في وجه أعتى أنظمة القمع والإجرام.
ولأهمية إدراك الأمة لفاعلية دورها - إن هي مارست هذا الدور - وأدركت أنها صاحبة السلطان الذي إن ملكته أسقطت أعتى الطغاة، لأهمية ذلك نرى أعداء الأمة يعملون ليل نهار لتضليل الأمة وجعلها تغفل عن قوتها الكامنة فيها ولقتل روح الثورة فيها بالقمع والمكر والخداع.
ولكنها عندما تمارس دورها تزلزل أعتى الأنظمة وتسقطها مهما استخدمت تلك الأنظمة من بطش وقمع. وما حصل في بدايات ثورات الربيع العربي - قبل أن يتم احتواؤها وحرفها عن أهدافها - خير دليل على ما ذكرنا.
وما كان أعداؤنا ليتمكنوا من حرف ثوراتنا لو امتلكنا مصادر قوتنا الحقيقة وهي السير بها على بصيرة كما يرضي ربنا خلف قيادة سياسية واعية تمتلك مشروعاً سياسياً واضحاً، من أجل تحقيق ثوابت ثوراتنا بإسقاط أنظمة القمع والظلم وإقامة الدولة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة التي تحقق العدل والأمن والعز.
كتب للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين
- التفاصيل
أحداث في الميزان: الدور التركي الخبيث في إجهاض ثورة الشام
الحدث:
أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم كالين" أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يعد شخصًا قادرًا على منح السوريين حكومة ديمقراطية تشمل الجميع، ودعا إلى مراعاة جميع الأطراف المعنية بالأزمة وانتهاج موقف يضمن حرية وأمن الشعب السوري.
وطالب كالين بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا تشمل جميع أطياف وشرائح المجتمع، وإعداد الأرضية الملائمة لإجراء انتخابات حرة وعادلة، وصياغة دستور جديد يعكس إرادة وآمال السوريين في الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، وضمان وحدة الأراضي السورية في جميع الحلول السياسية، وتطهير البلاد من جميع العناصر الإرهابية، وإخراج جميع المقاتلين الأجانب منها. (الدرر الشامية).
الميزان:
إن حقيقة الدور التركي الماكر الذي كان يخدع الكثيرين من أبناء ثورة الشام بشعاراته الرنانة وعباءته الإسلامية ودعمه المسموم بدأت تتكشف بشكل جلي حتى أمام المبررين والمطبلين له، وذلك مع قرب تنفيذ الاستحقاقات السياسية التي تريد أمريكا فرضها في محاولة للإجهاز على ثورة الشام والتي يعتبر النظام التركي أهم أدواتها.
فصاحب القرار في الشأن السوري هو أمريكا التي وزعت الأدوار على عملائها وأدواتها والتي أسندت لتركيا دور احتضان المعارضة لتتمكن من حرفها عن مسارها والهيمنة فيما بعد على قرارها.
هذه هي حقيقة الدور التركي التي يحاول بعض أبناء الثورة أن يقدموه لنا على أنه الحل الوحيد الذي سينقذنا في الوقت الذي يخدعنا، ويقودنا طائعين إلى هلاكنا وهلاك ثورتنا، وإعادتنا بعد تجريدنا من سلاحنا ومكامن قوتنا إلى حظيرة نظام الإجرام من جديد.
إن الادعاء أن الدور التركي وتدخله في المناطق المحررة كضامن لخفض التصعيد في المناطق المحررة وبذريعة حماية المواطنين وتحقيق الأمن والاستقرار لمن يعيش في هذه المناطق ما هو إلا خدعة كبرى لما سيعقبه من إجراءات وخطط متفق عليها بين روسيا الحاقدة وإيران المجرمة وتركيا المخادعة وبمباركة أمريكية للقضاء على ثورتنا وإعادة الشرعية لنظام القتل والبراميل.
إن ادعاء نصرة الشعب السوري مجرد شعار لا برهان عليه، بل تكذبه تصريحات بعض المسؤولين الأتراك أنفسهم، فقد كشف ذلك منذ أيام (ماهر أونال) المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، بقوله (إنّ بلاده لم تطلق عملية "درع الفرات" من أجل السوريين، بل لحماية الولايات التركية الحدودية مع سوريا)، ولا علاقة لهم بما يجري في سوريا إلّا من زاوية ضبط الأكراد، ومنعهم من إقامة كيان مستقل لهم؛ بالإضافة الى الدور الذي تقوم تركيا ضمن مسلسل الحل السياسي الأمريكي القاتل لثورتنا.
إن المطالبة برحيل رأس النظام السوري فقط من قبل بعض المسؤولين الأتراك هو فخ يراد للمعارضة أن تقع به، وهو تحويلها من المطالبة بإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، إلى المطالبة برحيل رأس النظام فقط، والتركيز على ذلك حتى يبدو في حال تحققه هو النصر الكبير والهدف العظيم الذي تسعى له ثورة الشام المباركة، مع المحافظة في الوقت نفسه على الجيش والأمن وهما أجهزة القمع وأدوات القتل لأهلنا الثائرين وليس من المحتمل أن يتحقق إزاحة القاتل بشار أسد من منصبه في المدى المنظور، وفق التصريحات الجديدة ممن كانوا يسمون "أصدقاء الشعب السوري".
ولأن بشار أسد بما ارتكبه من جرائم لم يعد يصلح لخدمة المصالح الأمريكية، ولأنه كأي عميل انتهت الفائدة منه فمصيره بالنسبة لأمريكا ليس مهما متى وجد البديل المناسب لتحقيق المصالح الأمريكية. لذلك نرى تصريحات المسؤولين الأتراك ما تزال حتى الآن تركز على رحيله وتُستخدم هذه التصريحات كوسيلة لاستمرار خداع فصائل المعارضة بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقا وهو حرف الثورة نحو التركيز على المطالبة بتغيير رأس النظام، مع اسمرار المحافظة على باقي أجهزته الأمنية والعسكرية وحتى السياسية. وطرح فكرة الحكومة الانتقالية أو فكرة الحكومة الوطنية وبحثهما في مؤتمرات العار خير دليل على ما ذكرنا.
إن التغيير الذي دفع السوريون ثمنه من دمائهم وأعراضهم ومستقبلهم ملايين الشهداء والمهجرين والمعتقلين، لا يكون بتغيير رأس النظام بل بقلعه من جذوره. وحتى يتحقق هذا لا بد من الصبر والثبات، واستعادة قرار الثورة ممن رهنه بقوى خارجية مقابل المال القذر، الذي لن يوصلنا إلّا الى الهلاك المحتم بإعادة إنتاج النظام العلماني الذي أهلك البلاد والعباد. فلا تكونوا يا أهلنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، ولتدركوا حقيقة المؤامرة التي يكشف لكم خيوطها إخوانكم، واعلموا أنه لا قيمة للوعي ولا للندم بعد فوات الأوان.
قال تعالى:
(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ...) ( النحل 92).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد معاز