publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣١٩ ١٢٣٩١٧ 

pdf 

تحل علينا الذكرى العاشرة لثورة الشام ونحن نرى ما آلت إليه الأمور؛ وإلى أين وصل حال الثورة؛ بعد أن تمكن الغرب الكافر من حرفها عن مسارها بمساعدة أدواته، وبعد أن أوشك على الإجهاز عليها بما يسمى الحل السياسي الذي من أوائل خطواته تشكيل لجنة دستورية مهمتها وضع دستور يحدد  شكل الدولة وأنظمتها وأجهزتها؛ بحيث تكون دولة علمانية بعيدة كل البعد عن الإسلام في نظام حكمه وشكل دولته وجهازها وأنظمتها، فيضمن بذلك بقاء هيمنته على البلاد ومقدراتها؛ ويبقى المسلمون في أرض الشام ضمن دائرة السيطرة حتى لو اقتضى الأمر تغيير جزارهم ضمن انتخابات "حرة ونزيهة" _فلا بأس عنده من حرية اختيار من سيذبحك_ وكل ما قام به الغرب الكافر من هدن ومفاوضات ومؤتمرات هو تمهيد لهذه الجريمة المسماة بالحل السياسي، لأن هذا الحل لن يغير من حقيقة الواقع شيئا؛ بل سيبقى اقتصاد الدولة المقبلة مرهونا بسياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الربوي؛ الذي يعمل على السيطرة على مقدرات البلاد وافقار الشعوب، وستبقى الأنظمة والقوانين مستمدة من وجهة نظر الغرب الكافر الذي يفصل الإسلام عن الحياة؛ والذي يعتمد على تفكيك الأسرة المسلمة بدعوى حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل ونشر الرذيلة عبر منظمات المجتمع الدولي كاليونيسيف وغيرها، وستبقى الطبقة السياسية الحاكمة التي تمارس الظلم والقهر والاستبداد والتسلط عميلة للغرب الكافر مع وسطها السياسي، وسيبقى الجيش مرهونا لهذه الطبقة السياسية العميلة ويستند في تسليحه وتدريبه للغرب الكافر، وسيبقى يستخدم لحماية الطبقة السياسية الحاكمة من أية محاولة للتغيير؛ ولقتل أهل الشام كلما اقتضى الأمر بحجة محاربة الإرهاب وفرض الأمن والاستقرار، وستبقى المدارس والجامعات تدرس المناهج التعليمية التي تشوه الإسلام وتقضي على أحكامه وتنشر التغريب والجهل والتخلف بين أبناء المسلمين عبر  برامجها التي وضعت بإشراف الحاقدين على الإسلام ؛ لضمان بقائها ضمن دائرة ما يسمى دول العالم الثالث، وستبقى السياسة الخارجية مرهونة بسياسات الأمم المتحدة ومجلس أمنها، وبمعنى آخر سيبقى الاحتلال والاستعباد مسيطرا علينا في مجالات الحياة كافة؛ وكل ذلك تحت مسميات مختلفة تقتضيها المرحلة، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).

أيها المسلمون في أرض الشام عقر دار الإسلام:

بعد تبيان هذه الحقيقة كان لا بد لكم  أن تدركوا طبيعة الصراع؛ وأنه صراع بين الحق والباطل، وأنه لا يوجد أنصاف حلول؛ ولا يمكن التلاقي بين الحق والباطل في منتصف الطريق؛ فلا حلول وسط ولا مداهنة ولا ركون للظالمين، قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)

 ولا بد من التغيير الجذري للحفاظ على تضحياتكم ولضمان عيشكم حياة كريمة تحت حكم الإسلام في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ التي بشر بعودتها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد القضاء على الحكم الجبري الذي نعيشه، وهذا يقتضي منكم الثبات على الحق وما يقتضيه من  فك الارتباط بكل الدول  لأنها أدوات تحقق مصالح أسيادها، قال تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا).

ولا بد من السير في طريق التغيير الحقيقي الذي يعتمد على هدى الله عز وجل لضمان كسب نصره وتأييده، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)

فالله سبحانه وتعالى لن ينصر ثورة غايتها إقامة دولة تقصي شريعته عن الحياة وتسمح بالربا والقمار بدعوى حرية التملك، وتسمح بالمثلية الجنسية والتعري بدعوى الحرية الشخصية، وتسمح بالارتداد عن الإسلام وإنكار السنة النبوية الشريفة بدعوى حرية العقيدة، وتسمح بالإساءة لرسوله صلى الله عليه وسلم بدعوى حرية الرأي والتعبير، فالنصر بيد الله وحده يهبه للعاملين لتكون كلمة الله هي العليا.

فالواجب علينا ونحن نعيش الذكرى العاشرة لانطلاقة ثورة الشام أن نصحح مسارنا ونستعيد قرارنا ونتمسك بأهدافنا وثوابتنا متوكلين على من بيده النصر وحده  معتصمين بحبل الله المتين، وعندها تعود رايات الانتصارات لتفرح قلوبنا من جديد.

(...وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).

=====
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا

 


الإثنين 02 ،/ شعبان / 1442هـ
2021/3/15م
رقم الإصدار: 011 / 1442هـ