24022020harb

 

كثرت في الآونة الأخيرة التصريحات التركية الروسية حول مصير الشمال السوري وتحديدا محافظة إدلب؛ يصاحب هذه التصريحات دخول أرتال عسكرية للجيش التركي بشكل كبير؛ وبشكل يوحي للمتابع بأن هناك خلاف في وجهات النظر بين كل من النظام التركي والنظام الروسي المجرم، مع استمرار التقدم لقوات طاغية الشام ومليشياته من جهة؛ وانسحابات متكررة للمنظومة الفصائلية المرتبطة بالنظام التركي دون أدنى مقاومة من جهة أخرى، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن ما يحدث على الأرض متفق عليه مسبقا وما حرب التصريحات والتصريحات المضادة إلا لذر الرماد في العيون؛ وما اللقاءات وعقد المؤتمرات إلا لكسب الوقت ريثما يتم إخراج ما اتفق عليه بمظهر جديد؛ وذلك عن طريق فرض سياسة الأمر الواقع، فبعد موعد نهاية شباط الذي أعطاه النظام التركي للنظام المجرم كي يكمل مهمته

"أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت عن قمة في الخامس من آذار/مارس مع قادة روسيا وفرنسا وألمانيا للبحث في الوضع في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا".

:أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام

إن ما يحصل من أعمال ما هو إلا تمهيد لإخراج اتفاقية جديدة بين كل من النظام التركي والنظام الروسي المجرم تفرض بالقوة؛ مبنية على اتفاق سوتشي؛ ومعترف بها دوليا، لجعل كل من يخرج عنها ضمن دائرة الاستهداف، حيث أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار "أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات ضد الذين لا يمتثلون لوقف إطلاق النار في إدلب بمن فيهم الراديكاليون مؤكدا أن أنقرة ستجبرهم على الإلتزام"، وكل ذلك تحت غطاء حقن دماء المدنيين وإيجاد منطقة آمنة لهم؛ وذلك إمعانا في التضليل، وهذا يعتبر تمهيدا للبدء بالحل السياسي الأمريكي الذي هو عبارة عن مصالحة مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ وعودة لنير العبودية من جديد.

:أيها المسلمون في أرض الشام المباركة

لقد قدمت ثورة الشام الغالي والنفيس في سبيل الله عز وجل؛ ومن أجل الخروج من ظلم النظام الرأسمالي العفن الذي يطبقه نظام طاغية الشام، فلا يجوز لنا بعد كل هذه التضحيات على مدار سنوات الثورة التسع أن نسمح لأعداء الله برسم مستقبلنا بناء على أهوائهم ومصالحهم؛ فنكون بذلك كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فليس لنا خيار إلا الاعتصام بحبل الله المتين؛ والعمل للتحرر من نفوذ الدول المجرمة التي قيدت القرار وسلبت الإرادة، والعمل الجاد لإسقاط النظام بكافة أشكاله ورموزه؛ وإقامة تاج الفروض الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الذي به يقام دين الله؛ وبه تنتهي مآسي المسلمين ومعاناتهم، وما ذلك على الله بعزيز.

"قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

أ. أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا

 

الأحد، 29 / جمادى الثاني / 1441هـ
م2020/02/23
رقم الإصدار: 004 / 1441هـ