publications-hizb-ut-tahrir

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

hizb051215

pdf

 قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات متلفزة له "الطريقة الوحيدة الصحيحة لقتال الإرهاب الدولي هي التصرف بشكل استباقي وقتال المقاتلين والإرهابيين على الأراضي التي يسيطرون عليها والقضاء عليهم، وعدم انتظار وصولهم إلينا".

تترجم الطائرات الروسية قتال الإرهابيين والحرب على الإرهاب بغاراتها اليومية التي تشنها على أهلنا في سوريا فيقع ضحيتها العشرات من المدنيين من أهل سوريا بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء. وقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل 127 مدنياً من ضمنهم 36 طفلاً دون سن الـ18 عاما، و34 امرأة فوق سن الثامنة عشر، إضافة لـ57 رجلاً وفتى سقطوا ضحية استهداف سلاح الجو الروسي للأحياء المدنية خلال 20 يوماً منذ بدء عدوانها العسكري على سوريا.

إن هؤلاء الأطفال الأبرياء هم ضحية أطماع الدول الغربية وسياساتها الاستعمارية في بلادنا، حيث لا وزن للإنسانية ولا للإنسان عندهم حتى لو كانوا أطفالا لا حول لهم ولا قوة، تساعدهم في ذلك وتسهل مهمتهم دويلات الضرار التي تقف متفرجة مكتوفة الأيدي عن وقف هذه الحرب الضروس وإغاثة النساء والأطفال. وفوق ذلك فإنهم يضعون كل مقدرات بلاد المسلمين من مطارات وقواعد عسكرية في خدمة المعتدين بالإضافة إلى إمدادهم بالإحداثيات الاستخباراتية واللوجستية لتسهيل عمليات الطلعات الجوية والتي يذهب ضحيتها نساء وأطفال أبرياء، وكل هذا تحت ذريعة محاربة الإرهاب الذي هم أصله وفصله!!

وكذلك نرى جيوش المسلمين صامتة أمام هذا الظلم، فلا تتحرك لرفعه ونجدة هؤلاء الأطفال والنساء العزل، بل ومنهم من يشتركون بجنودهم وطائراتهم في هذا العدوان خدمةً لأعداء الإسلام وتحقيقا لمصالحهم الاستعمارية التي لا تتحقق إلا على أشلاء المسلمين وهدم بيوتهم وإبادة قرى بأكملها وتشريد وتهجير الآمنين منهم. إن هذا الغرب الصليبي الحاقد والأنظمة العميلة التابعة له يحاولون بكل قوة وجهد إجهاض ثورة الشام المباركة وتضييع الدماء والتضحيات هدرا لتحقيق مآربهم وأطماعهم الاستعمارية..

فنقول للحكام الرويبضات، إن استنكاركم وتنديدكم، لو حصل، فإنه لا يساوي الحبر الذي كتب به، أبهذا تنصرون المستضعفين في سوريا؟! حتى مطالبتكم بإقامة مناطق خالية من القصف الجوي وآمنة للنازحين في الداخل، ومطالبة الائتلاف السوري المعارض لمجلس الأمن بالتحرك لإلزام موسكو بوقف عدوانها والانسحاب الفوري من كامل الأراضي السورية، كل هذا لا يرقى لأقل القليل من معاناة أهل سوريا الذين يدفعون ثمن ثورتهم المباركة والتي منذ بدايتها أعلنوها أنها لله، بل هو تكملة لخذلانكم لهم وتبعيتكم لأعدائهم.

يا جيوش المسلمين الذين لن نكل ولن نملّ عن مناداتهم:

نعيد إلى ذاكرتكم الانتصارات التي حققها أسلافكم دحرا للأعداء واستنصارا للنساء والأطفال لتقوّوا على وقعها عزائمكم وتشحذوا بها هممكم وتلبوا صرخات حرائر الشام المكلومات والمفجوعات وآهات أطفالنا الجرحى الذين رغم آلامهم يصرخون أنهم باقون في أرضهم. ننادي الجيوش المرابطة على حدود منعت نصرتهم لأطفال تمنوا الموت ليأكلوا في الجنة ما لذَ لهم وطاب.

ويا أمة الإسلام:

هذا حالك وحال أطفالك في ظل غياب قائد واع مبصر على كيد الأعداء وارتهان الحكام الخونة الذين باعوك مثلما باعوا ثرواتك وثوراتك التي التمست فيها طعم الانعتاق من ربقة الاستعمار، بل وضعوا أطفالك ونساءك على موائد اللئام الذين لا يراعون فيهم إلّا ولا ذمة. غير أن الأمل موجود في الأمة ما دامت العقيدة حية في نفوسهم، وأنظارنا ترنو إلى جيش عرمرم يُرى أوله ولا يُرى آخره ليستأصل الاستعمار من البلاد الإسلامية ويدحر أعداء الأمة إلى عقر دارهم مهزومين مخذولين، هذا إن بقي لهم عقر دار.

 

﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾

التاريخ الهجري 23 من صفر 1437
التارخ الميلادي 0515
رقم الإصدار: 1437هــ/ 012

القسم النسائي
في المكتب المركزي لحزب التحرير