publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

syw180518

pdf

لقد كانت جريمة التهجير القسري آخر جريمةٍ تُرتكب بحقّ أهل الشام على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ذلك العالم الذي جعل شعارات حقوق الإنسان ورقة توت يتستر بها على جرائمه بحق البشرية، فكان المجتمع الدولي هو العدو الأول لهذه الثورة جاعلاً من المجرم بشار الأسد واجهة له، أما ثورة الشام فبعد أن طرقت أبواباً ظنتها أبواب رحمة، فإذا هي أبواب عذاب، وتيقنت أن لا باب يُطرق إلا باب الرحمن، ففيه العز والتمكين، ومنه يأتي النصر والظفر.

فبعد القتل والدمار والتهجير المُتكرر الناتج عن الهدن والمفاوضات، وبعد خذلان القريب والبعيد، ينفذ العدو إلى قلوب الناس ليبث سمومه الداعية لليأس والخنوع، والاستسلام والخضوع، وربما كان هذا السلاح أشد فتكاً من صواريخه المُدمّرة، وبراميله المتفجرة، ومن مؤامراته المُهجّرة، فالوهن والضعف مرضٌ فتّاك ما أصاب أمّة إلا وأهلكها.

لذلك أكد القرآن على أن هذا المرض لا يتلبس به إلا القوم الكافرون فقال تعالى على لسان أنبيائه: ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ وقال: ﴿ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ﴾. فالمؤمنون أقوياء بدينهم وثقتهم بأن الله ناصر دينه، مهما ظهر للعيان أن الباطل علا وتجبّر، فأمة الإسلام نُصرت ومُكّن لهم فعاشوا في ظل الخلافة الإسلامية فكانت دولة العزة التي عزوا بها، وكانت سيدة الدنيا وكانت الأمة في ظلها سيدة الأمم، حتى صار ملوك الشرق والغرب تخاف المسلمين وتحسب لهم ألف حساب.

أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
لقد أدركتم أن الفصائل المرتبطة بمال الداعمين هي التي تشكل خطراً على ثورتكم، وأدركتم خطر المنابر عندما اعتلاها مشرعنون يُفتون بغير علم ويتبعون أهواءهم، وأدركتم حاجة ثورتكم لميثاق فيما بينكم وميثاق مع ربكم لإقامة خلافة راشدة، واتخاذ قيادة سياسية واعية صادقة مخلصة، تُوجّه طاقات الأمة وأهل القوة المخلصين فيها -وكم هم كثر- لإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام؛ إن وعيكم هذا لهو مفتاح النصر، ودليل قوة الثورة وتقدمها، رغم انحسار مناطقها، فالثورة هي فكرة تبدأ باقتلاع الخوف من جدار أصم يُشاع أن له آذاناً تُصغي، وتنتهي باقتلاع أنظمة عتيدة بُنيت بأيدي المُستعمرين. وإن الله لمُهلك عدوّكم طال الزمان أم قصر، تلك هي سنّة الله في خلقه، أجراها الله على أنبيائه، شدّة في البلاء تسبق النصر، فاثبتوا على الحق الذي خرجتم لأجله، قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾. أي حتى إذا استيأس الرسل من استجابة قومهم لهم وظنوا أن أقوامهم لن تصدق بهم وأنهم كذبوهم، وكل هذا من الشدة التي يلاقيها الرسل في دعوتهم، عندها، أي في قمة الشدة يأتي نصر الله سبحانه وتعالى، فالمسلم لا ييأس من رحمة الله أبداً وإنما قد يستيئس من الناس أن يستجيبوا له لشدة أذاهم وظلمهم... وكل هذا يبين أن الشدة يخلفها الفرج بإذن الله؛ وإن ظلمة الليلة مؤذنة ببزوغ الفجر... فاثبتوا أيها المسلمون في الشام على الحق الذي أنتم عليه، والله ناصر من ينصره، والله عزيز حكيم.


2/ رمضان / 1439هـ
18/ أيار / 2018م

حزب التحرير/ ولاية سوريا