publications-hizb-ut-tahrir-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

syw161217

pdf

تناقلت عدة وسائل إعلامية مؤخراً أخباراً وتسريبات حول نِيَّة تسلّم فاروق الشرع المرحلة الانتقالية، وقد أبدى بعض من يُحسبون على الثورة قبولهم بهذا الحل، بل طالب بعضهم أن يترأس مؤتمر الحوار في (سوتشي) باعتباره ممن لم تتلطخ يداه بالدماء حسب وصفهم، وجاءت هذه الأخبار في سياق الحديث عن مؤتمر سوتشي الذي تحاول روسيا عقده، والذي ستدعو إليه أكثر من ألف شخصية سورية، وذلك بهدف الترتيب للحل السياسي الذي يهدف إلى القضاء على ثورة الشام وإعادة إنتاج نظام الإجرام في سوريا والمحافظة على ركائزه الأساسية من مخابرات وجيش.

إن ثورة الشام إنما خرجت ضد نظام القمع والإجرام وطالبت بإسقاطه بكافة أركانه ورموزه، ومن التضليل أن نعتبر أن النظام يعني شخص السفاح بشار فحسب؛ بل النظام هو كل المنظومة التي تحكم البلاد بما فيها السفاح بشار، وغيره من الشخصيات لا تقل إجراما عن بشار وزبانيته، وإنه لمن السذاجة أن يقبل من يدّعي انتماءه للثورة بإعادة صياغة النظام بوجوه جديدة، وأن يتهلل وجهه عندما تدعوه روسيا المجرمة لحضور المؤتمرات، وخوض غمار المفاوضات مع النظام المجرم.

إن "فاروق الشرع" نائب المجرم بشار أسد، شخصية أخفاها النظام في بداية الثورة ويتم تقديمه على أنه شخصية لم تتلطخ يداه بالدماء ليكون له دور لاحقاً، وليكون واجهة مؤقتة للمرحلة الانتقالية التي تسبق الحل السياسي النهائي الذي تريده أمريكا.

إن التركيز على أن الثورة هي ضد شخص بشار أسد وإبعاد فكرة إسقاط النظام عن الأذهان ومن ثم تثبيت الحل السياسي الأمريكي الذي يقضي على الثورة، ويهدر دماء الشهداء، ويُضيع الجهود والتضحيات هو كيد جديد من مكائد الكافرين للقضاء على ثورة الشام وحرفها عن ثوابتها.

أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:

إن حقيقة الصراع على أرض الشام هو بين عقيدتنا وإسلامنا الذي جعلنا تطبيقه هدفا لنا يحقق عزنا في الدنيا ويرضي ربنا في الآخرة، وبين ملل الكفر التي اجتمعت علينا لحرب ديننا والقضاء على المخلصين من أبنائنا.

وأمريكا رأس الكفر وزعيمة العالم الرأسمالي وصاحبة النفوذ في سوريا تستنفر كل أدواتها وتخوض صراعها معنا على أنه صراع بين حضارتها الرأسمالية العفنة وبين حضارة الإسلام التي ظهرت تباشير فجرها على أرض الشام؛ فلنتمسك بعقيدتنا وثوابتنا التي هي مصدر قوتنا ومبعث عزنا، ولنخض الصراع على أنه صراع حضاري بين الحق والباطل، ولا ننحدر به للصراعات على المناصب والمكاسب والمناطق.

إن أمريكا ومن معها تريد أن تجعل مصير بشار هو أساس المفاوضات وهو غايتها كي تحافظ على نظامها العميل ومصالحها وكي تقضي على ثورة الشام التي أرعبتها، ورغم أن مصير عميلها بشار ليس مهما لها لكنها حافظت عليه حتى تجهز البديل المناسب ضمن حلها السياسي القاتل الذي تريد فرضه على أهل الشام.

لقد شاهدنا بأم أعيننا ما حل بثورة مصر وليبيا وتونس واليمن رغم زوال رأس النظام فيها فقد بقي النظام كما كان يسوم الناس الظلم والقتل ويحكمهم بالكفر ويخدم أعداء أمتنا.

فهل نرضى بعد كل هذه التضحيات أن نعود كما كنا تحكمنا أجهزة القمع والإجرام بأنظمة الكفر التي ستهدر التضحيات وتغضب أهل الأرض والسماء؟! أم أننا سندرك حقيقة صراعنا كما يدركه أعداؤنا، فنعتصم بحبل ربنا وحده ونتبنى مشروعنا الذي ينبثق من عقيدتنا نخوض على أساسه صراعنا لنغير النظام بكافة أركانه ورموزه، ونقيم حكم الله في الأرض في ظل خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة، فيرتد كيد الكافرين الى نحورهم وتكون أموالهم التي أنفقوها في حربنا حسرة عليهم.

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾

28 ربيع الأول 1439
16 كانون الأول 2017

حزب التحرير
ولاية سوريا