publications-cental-media-office

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1612019snow

أظهر أحد المقاطع المصورة من داخل المخيمات والتي تناقلها النشطاء على مواقع التواصل الإلكتروني لاجئاً من سوريا داخل خيمته يرتجف من البرد، مناشداً الجهات المعنية تقديم مادة المازوت لهم.

هذا وقد وجّه اللاجئون في مختلف المخيمات اللاإنسانية نداء استغاثة للمنظمات الإغاثية لتقديم الدعم لهم، كما طالبوا بمساعدات طارئة من الجهات المعنية، قائلين إنه لم يصل لقاطني المخيمات من العون سوى القليل من المساعدات والتي لا تكفي 10 بالمائة من إجمالي أعدادهم بالمخيمات وسط نقص حادٍ لوسائل التدفئة والمحروقات في ظل هكذا أحوال جوية قاسية ضربت معظم بلاد الشام.

وعلى سبيل المثال يشكو أكثر من 80 ألف لاجئ من سوريا في بلدة عرسال اللبنانية والتي ترتفع عن سطح البحر حوالي 1300م من غياب المقومات الأساسية للعيش الكريم كتأمين شبكات الصرف الصحي وإنشاء الطرق المعبدة، لتأتي كل سنة الأحوال الجوية القاسية لتكون كارثية على الأطفال والنساء بل على كل كبير وصغير في هذه المخيمات العشوائية وحتى المنظمة منها.

إنه لمن الطبيعي في هذه الأشهر من كل سنة أن تثلج على الجبال وتهطل الأمطار بغزارة وتتوالى العواصف على اختلاف تسمياتها، ولكن من غير الطبيعي أن تتكرر المآسي والكوارث الإنسانية طوال هذه السنوات بغياب مستلزمات الحد الأدنى للتدفئة كالبطانيات ومادة المازوت، بالإضافة لنقص بعض المواد الغذائية والرئيسية كالخبز وحليب الأطفال.

ومن الطبيعي أيضاً أن تشهد المناطق انخفاضاً في درجات الحرارة في هذه الشهور من السنة ولكن من غير الممكن أن نرى استمرار تعرض الأطفال وخصوصا الرضع إلى حالات برد قارس.

فالمستحيل والصعب نراه ونسمعه ونتعايشه مع أهلنا في مخيمات اللجوء على مدار هذه السنوات الصعاب حيث المأساة الحقيقية حتى دون العواصف الثلجية، والتي جرّدت آخر ورقة توت عن حكام خونة متقاعسين من جهة وعن المنظمات التي تدّعي الإنسانية من جهة أخرى.

إن إنشاء هكذا مخيمات للاجئين وبهذه المقومات الرديئة والتي لا تصلح حتى لعيش البهائم، أجلّكم الله، هي نتيجة تصنيف البشر على أساس المواطنة المقيتة والتي أدّت إلى هذا التمييز العنصري، ليُعطى حامل الجنسية الحق بالعيش الكريم، هذا إذا توفرت له أيضاً في بلاده، بينما يُقيّد ما يسمى بالأجنبي بنظم وقوانين تحدُّ من إمكانية العيش بهناءة واستقرار، فما بالكم لو كان هؤلاء الأجانب تُضاف إليهم صفة أخرى وهي اللجوء!! وخاصة في هكذا أنظمة رأسمالية مصلحية لا قيمة للإنسان فيها. إذ يُجبرون على العيش في أصعب الأماكن وأقسى الظروف كالجبال المرتفعة حيث الصقيع والصحارى حيث اللهيب والوديان حيث السيول، وكأنه لا يكفيهم قسوة التهجير والتشريد القسري لتضاف إليهم قسوة العيش والحياة بدون كرامة.

اعلموا أيها المسلمون أن هذا هو حال اللاجئين، جوع وإذلال في بلاد المسلمين وخذلان ممن يصفون أنفسهم أنهم راعون وهم في أحضان الغرب نائمون يتفاوضون بعد أن باعوا دماء الشهداء بأبخس الأثمان والعهود. ولم يعد ملف اللاجئين بأحوالهم التعيسة ومعاناتهم القاسية يتصدر نشرات وسائل الإعلام المسيّس كما كان في السنوات الأولى من الأزمة السورية، فغاب ملفهم كغيره من الملفات الإنسانية الأخرى المتعلقة بالحرب الدائرة لتتصدر الهرطقات السياسية والتجاذبات المصلحية وكأنها في مزاد علني لتمكين وترسيخ الحل السياسي الأمريكي على المنطقة بإعادة تلميع المجرم بشار ليصبح هو الحمل الوديع!

واعلموا أيضاً أنه في توحدنا العزّ والتمكين وفي تفرقنا الذل والهوان، فإلى وحدتنا ساعون لنحيا بأوامر الشرع والدين ونعيد خلافتنا الراشدة من جديد تحقيقا لوعد رب العالمين ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾.

 

القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المصدر: https://bit.ly/2sPfnA6