publications-cental-media-office

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

hizb030117

pdf

 

ذكرت وسائل الإعلام في 26 كانون الأول/ديسمبر 2016م أنّ السيدة أمينة أردوغان، زوجة رئيس تركيا أردوغان قد أرسلت رسالةً إلى زوجات قادة العالم، تدعوهنّ إلى حشد المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود من أجل حماية الأطفال و النساء المسلمين في سوريا. فقد كتبت: "نحن في مرحلة يجب علينا ألّا نكتفي فقط بالبكاء من أجل سوريا. وأدعو نساء العالم إلى القيام بخطوات عملية لمساعدة النساء والأطفال السوريين الذين تقطعت بهم السبل حتى وصلت بهم الحال إلى الموت جراء عدم وجود الغذاء والماء والمساعدات الطبية... إنّ الأطفال والنساء والمدنيين يتم ذبحهم في الصراعات... وقلوبنا لم تعد قادرة على تحمل هذا الألم بعد الآن... أنا أعرض على ضمائركن المحنة الإنسانية في سوريا".

لذلك نقول لأمينة أردوغان! ألا تخجلين من كتابة مثل هذه الرسالة في الوقت الذي لم يحرك فيه زوجك ساكنًا، وهو يرى رأي العين ذبح إخوانك وأخواتك منذ 6 سنوات في هذه البلاد المجاورة، وهو في الوقت نفسه، يقود أكبر سابع جيش في العالم؛ الجيش الذي أرسل طائراته لإطفاء الحرائق في كيان يهود، وأرسلها لإشعال الحرائق وقتل المسلمين في سوريا؟!

ألا تعتقدين أن كلماتك العاطفية سيكون وقعها أقوى لو وُجّهت إلى رئيسك الذي، في سبيل إرضاء أسياده المستعمرين الغربيين، قَسَّم وشتّت المجاهدين في معارك جانبية من خلال حملته عملية درع الفرات، وأفرغ حلب من المقاتلين مما أدى إلى وقوع المجازر، وقام بخيانة الثورة الإسلامية وتضحيات الشهداء؟ أنت تتحدثين وتعرضين المحنة الإنسانية في سوريا على مشاعر الإنسانية، ولكن ماذا نقول عن مشاعر رئيسك الذي فتح القواعد الجوية في تركيا ليستعملها المستعمرون في قصف المسلمين في شمال سوريا، ووقع الاتفاقيات الخيانية الواحدة بعد الأخرى، وهو الذي أبرم الصفقات وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الشيطان النظام الروسي – الشريك في ارتكاب هذه المجزرة – لإفشال الثورة الإسلامية في سوريا ولإبقاء النظام السوري المجرم في السلطة؟ في الحقيقة، وفيما يتعلق بسقوط حلب، فإن العالم يعي جيدًا ما قاله بوتين: "إنّ ما يحدث هو بالضبط ما اتفقنا عليه مع الرئيس التركي خلال زيارته إلى سان بطرسبيرغ".

يا أمينة أردوغان! ماذا الذي تتطلعين إلى تحقيقه من هذه الرسالة إلى "زوجات قادة العالم" اللائي كان أزواجهن وحكوماتهن يشاهدون في صمت مطبق على مدى ست سنوات طويلة بينما يجري ذبح مئات الآلاف من الأبرياء من النساء والأطفال والرضع ولم يتحركوا خطوة واحدة للدفاع عنهم، بل إن بعضهم قد شارك مباشرة في هذه الإبادة الجماعية؟ فبعد كل هذا، هل تعتقدين حقًا أنه عند الحكومات الغربية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي أي اهتمام حقيقي لحرمة دماء المسلمين، فقد صمتوا أيضًا بكل قسوة وبلا أي خجل وهم يشاهدون المذابح تجري في حق المسلمين في فلسطين وميانمار وكشمير وأفريقيا الوسطى... ولم يقوموا حيالها بأي شيء؟!

يا أمينة أردوغان! إن كنت حقًا صادقة في كلامك وإن كان قلبك لا يستطيع أن يتحمل مزيدًا من هذا الألم، إن كنت صادقة حقًا فاطلبي من زوجك أن يضع يده مع الأمة الإسلامية ويقوم بواجبه الإسلامي وينهي تحالفه المشين مع القوى الاستعمارية الغربية، وليقوم من فوره بحشد جيوشه التي يفخر بها للدفاع عن المسلمين في سوريا وتحريرهم من هذا الجزار "أسد"، ويدعمهم ويدعم الأمة الإسلامية في العمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حامية المسلمين ودرعهم، التي ستقدم واقعًا منقطع النظير في توفير الأمن و العزة و الازدهار لهذه الأمة.

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: 75]


التاريخ الهجري 4 من ربيع الثاني 1438هـ
التاريخ الميلادي الإثنين، 02 كانون الثاني/يناير 2017 م
رقم الإصدار: 1438هـ / 023

 

القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/cmo_women/41407