٢٠٢١٠٧٢٥ ١٩٢٧٤٩

 

 

 

قال الإمام مالك رحمه الله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) وأوائلنا هم رسول الله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فعندما نزل الإسلام على رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه أنشأ معه جماعة تحمل معه الدين والإسلام مشروعا حضاريا للبشرية جمعاء وبلغوه للناس ولاقوا ما لاقوا من الشدة والعذاب في سبيل ذلك حتى أكرمهم الله بالأوس والخزرج الذين قبلوا مشروع الإسلام ونصروه وأقاموا الدولة الإسلامية الأولى التي حملت الإسلام رسالة هدى ونور للبشرية جمعاء ورأينا كيف خلال سنوات قليلة جدا بعمر الأمم أسلمت الجزيرة وأصبح المسلمون على تخوم بلاد الشام وبقيت تتوسع حتى بلغت مشارق الأرض ومغاربها فبقيت هذه الدولة العظيمة التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام أكثر من ثلاثة عشر قرنا حتى أسقطها الغرب الكافر على يد المجرم مصطفى كمال عام 1924 م.

ونحن في ثورة الشام قد أتممنا العقد من الزمن فصدحت حناجر ثوارها بالإسلام وشعاراته التي بلغت عنان السماء ولاقوا من العالم أجمع كل أصناف الصد والحرب والقهر والتهجير والحصار في محاولة القضاء على هذه الثورة العظيمة من كل دول العالم القريب منها قبل البعيد.

ففي أثناء هذه السنوات من عمر الثورة خرجت أفكار ومشاريع مختلفة ومتعددة منها العلماني المفضوح والمنبوذ ومنها ذو اللباس الإسلامي والذي عبر عن فهم مشوه وقاصر عن الإسلام وأنظمته وعدله حتى أضحت الجماعة التي تحمله تشابه تلك الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي في الظلم والقهر والاستعباد عندما حكمت الناس بهذه الأفكار.

والناس لوعيها ولتمسكها بثوابتها وسعيها لتحقيق هدفها لم تجد في هذه الحركات من يحقق لها غايتها فسقطت جميعاً.

وهنا أخاطب أهلي وكل أهل الشام بكلام الإمام مالك رحمه الله (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
نعم لن يصلح حالنا وحال الأمة أجمعها إلا بما صلح به أولها في السير على طريق هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في إقامة الحكم بما أنزل الله وهذا يكون
عبر جماعة تحمل مشروع الإسلام العظيم بفهم راشدي كما كان على عهد أبي بكر وعمر ليكون مشروعا سياسيا وحضاريا فتبلغه للناس كافة
وعبر أمة تحتضن هذا المشروع وأصحابه فتتبناه دستورا لدولتهم القادمة ليلتحموا جميعا مع أهل القوة والمنعة فتكتمل بذلك أركان الدولة الإسلامية فتقام بها الخلافة الراشدة الثانية التي بشرنا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وإن هذا لقادم لا محالة بإذن الله ونحن اليوم أقرب إليه من أي وقت مضى ... (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا)

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
شادي العبود