press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٧٠١ ١٣١٤١٧

 

 

تثير الثورات الشعبية التي قامت في كل من تونس ومصر والقائمة اليوم في كل من ليبيا واليمن والعراق وسوريا، سؤالاً مهماً ومصيرياً حول مستقبل المسلمين السياسي كأمة إسلامية لها مبدأ وحضارة مميزة ذلك أنّ هذه الثورات وعبر شعارها المركزي والمباشر المُطالب بإسقاط الأنظمة الديكتاتورية والوضعية، تثير مجموعة من الأسئلة الاستراتيجية التي سينجلي عنها المشهد وأهم التساؤلات المثارة، سيتمحور حول طبيعة النظام الجديد المنشود وهل النظام الجديد من جنس الأنظمة القائمة (أي نظام وضعي من عند البشر) أم يجب أن يكون مختلفا عنها جذريا لأنها سبب شقائنا وتعاستنا أي أن يكون النظام الذي ارتضاه لنا خالق الإنسان ومدبر أمره.

فنحن نعلم أن البلاد الإسلامية بعد هدم كيانها السياسي والمتمثل في الدولة العثمانية أصبحت دون كيان سياسي وسيطر الغرب الكافر عسكريا وسياسيا بعد أن نجح في غزواته الفكرية التي زرعت بين المسلمين الأفكار التي فككت وحدتهم وشوهت الإسلام في نفوسهم، وعمد الغرب الكافر إلى فرض نظامه وكيانه السياسي المستمد من المبدأ الرأسمالي وعقيدة فصل الدين عن الحياة وعن الدولة، والذي لم يقدم أي حلول لمشاكل البشرية بل ساهم في دمارها وشقائها وتتفكك المجتمعات على جميع الأصعدة.
فلا بد للعالم اليوم من نظام سياسي جديد يعالج مشاكل البشرية عامة والمسلمين خاصة لكي يعم الخير والسلام على البشرية.

إن هذا التغيير الهام القادم بإذن الله والذي يقدّم العلاج الصحيح لكل مشاكل الإنسان وللمشكلة الأساسية المباشرة في حياة الشعوب الإسلامية التي تحكم عبر ديكتاتوريات مستبدّة وبقوانين وضعية، سيغير واقع الأمة لتدب فيها الحياة والحيوية من جديد لتدرك أهميتها ومنزلتها كخير أمة أخرجت للناس تطبق نظام الإسلام السياسي القادر على تحقيق تطلعات الأمّة السّياسية والحضارية؟ وتحمله رسالة هدى ونور للأمم الأخرى، لتكون أمام تساؤل جديد هو كيف سنقدّم هذا الفكر السياسي الجديد للعالم؟

أما الذي نريده نحن بوصفنا مسلمين فنريد نظام منبثقا من عقيدتنا التي تحدد لنا وجهة نظرنا عن الكون والإنسان والحياة وعما قبل الحياة الدنيا وما بعدها وعن علاقتها بما قبلها وما بعدها وأن تكون طريقة تنفيذ النظام من جنس الفكرة.

إن النظام الإسلامي أنزل لحل مشاكل البشرية جمعاء وليس للمسلمين فقط ولتطبيقه وحمله والمحافظة عليه طريقة شرعية ثابتة وكيفية دائمية من جنس فكرته.

أما كيف سنقدّم هذا الفكر السياسي الجديد للعالم؟
فنحن بحاجة إلى دولة تطبق المبدأ الإسلامي بفكرته وطريقته وتتبنى الأفكار السياسية وتكون نظرتها للبشرية نظرة رعاية لا نظرة حكم واستبداد وتنشر المبدأ الإسلامي عن طريق الجهاد وفتح البلدان وضمها إلى سلطان الإسلام وتطبيق الإسلام عليها لكي يروا عدله وإنصافه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)

فحري بهذه الثورات الإسلامية في آخر المطاف بعد كل ما قدمته من تضحيات حري بها بعد خلع هذه الأنظمة الوضعية أن تكلل جهودها وتضحياتها بدولة تطبق نظام الإسلام الذي أنزله لنا ربنا وأمرنا بتطبيقه كاملا في كافة مناحي الحياة لكي نفوز بعز الدنيا وثواب الآخرة.

======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز