press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٦١٨ ٠٠٠٣١٢

 

عندما يُفصَلُ الرأس عن الجسد تراه ينتفض مضطرباً يتحرك في كل اتجاه، وسرعان ما تخمد انتفاضته وتنتهي حركته بالموت، لأن الجسد لا يحيا بلا رأس وهذا بديهي، حيث أن الدماغ هو مركز القيادة ومنسق حركة الأعضاء والمشرف على الجسد.

وحين وصف النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم بالجسد الواحد بقوله (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فمن يمثل الرأس لهذا الجسد؟؟

إن القيادة السياسية للمجتمع تقوم مقام الرأس من الجسد، فهي تنظم طاقات الناس وتسير بهم نحو تحقيق المشروع الذي قدمته لهم، والناظر إلى الثورات في بلاد العالم الإسلامي يرى بوضوح كيف سعى الغرب الكافر للالتفاف عليها فأجهض بعضها كما فعل في مصر وتونس والسودان، ومازال يسعى لإجهاض بقيتها، وما مكنه من إجهاضها إلا غياب القيادة السياسية المبدئية عن هذه الثورات.

فالشعوب التي ثارت -لرفع الظلم عن نفسها- ضد القيادة السياسية في البلاد وما تحمله هذه القيادة من مشروع علماني رأسمالي عاث في الأرض الفساد، هذه الشعوب كانت مشكلتها -حتى هنا في سوريا- أنها لم تتخذ قيادةً سياسيةً تنظم لها ثورتها وترسم طريقها وتوجه طاقاتها. فأصبحت جسداً بلا رأس يقودها، فتشتّتت طاقتها وتباطأت حركتها، وهذا طبيعي رغم أنه غير مقبول، فعندما تقوم لتغيير قيادة سياسية فمن البديهي أنك تحتاج لقيادة جديدة تسد الفراغ مكان سابقتها، فلا يمكن لأي مجتمع أن يعيش بلا قيادة سياسية، ونظرة واحدة إلى كل دول العالم تدل دلالة قاطعة على هذا الأمر.

والجماعة المؤهلة لتلك القيادة يجب أن تمتلك مشروعاً سياسياً مكتوباً حتى تطلع الأمة عليه، يوضح رؤيتها لكيفية تنظيم علاقات الناس في الحكم والاقتصاد والاجتماع والقضاء والسياسة الخارجية، وهذا المشروع هو محل العقد، وطرفي العقد هم الحاكم و الأمة، فالمشروع يبين للناس حقوقهم وواجباتهم ويبين للدولة حقوقها وواجباتها، وبناء عليه تتم المحاسبة.

ومن يتعمق بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم يجد أنه صنع من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم رجالَ دولةٍ كانوا أهلاً لقيادة الأمة من بعده، قيادةً سياسيةً على أساس العقيدة الإسلامية، فبعدما حكم الناس في المدينة بكتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نهتدي بهديه وبسنة الخلفاء الراشدين من بعده ثقةً منه بقدرتهم على قيادة الأمة.

وكان مما أصاب ثورتنا نتيجة غياب القيادة السياسية المبدئية عنها أن صرنا جزءاً من مشروع غيرنا من حيث ندري أو لا ندري، وما تحويل مجاهدينا من قبل النظام التركي إلى مرتزقة في ليبيا وأذربيجان إلا صورة من صور تحولنا إلى أدوات لخدمة مشاريع الغرب.
فإن لم ندرك اليوم أهمية القيادة السياسية فمتى ندركها؟!! وإلى متى سنبقى بلا قيادة سياسية تقود دفة الثورة نحو بر الأمان؟؟؟ وإلى متى سيبقى قادة فصائلنا عبيداً للداعم ونحن صامتون لا نأمرهم بمعروف ولا ننهاهم عن منكر مخافة بطشهم؟!!!

إن أولى خطوات النصر لثورتنا أن نوسد الأمر أهله رغم أنف القادة المرتبطين مسلوبي الإرادة، شاء من شاء وأبى من أبى، وأن تكون هذه القيادة ذات مشروع واضحٍ نحاسبها وتحاسبنا على أساسه، لا أي جماعة تدعي أنها صاحبة مشروع ولسان حالها أبلغ من مقالها يثبت أنها أداة رخيصة بيد المخابرات والداعم، ولنعلم جيداً أن ضريبة الصمت عن هذا الأمر أكبر بكثير من ضريبة القول والعمل الذي يرضي الله عز وجل.
قال تعالى: { قُلْ هٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓا إِلَى اللَّهِ ۚ عَلٰى بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ اتَّبَعَنِى ۖ وَسُبْحٰنَ اللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

=========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
سامر عيد