press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٥١٢ ١٦٥٢٢٦

 

 

إخوتنا في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا، ومن هذه الجوامع إفشاء السلام، إنّها التحيّة الطيّبة بين المسلمين، وهي بوابة الدخول الأولى إلى التحابب بينهم، وهي حقّ من حقوقهم على أنفسهم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حقّ المسلم على المسلم ستّ، قيل وما هنّ يا رسول الله، فقال في أولها: إذا لقيته فسلّم عليه، ويذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك أثرا من آثار السلام فيقول له: يا بنيّ إذا دخلت على أهلك فسلّم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك، ويقول الله سبحانه: (فإذا دخلتم بيوتا فسلّموا على أنفسكم تحيّة من عند الله مباركة طيبة).

فلنتدبّر مفهوم إفشاء السلام هذه الكلمة الجامعة المذكورة في الحديث الذي هو من أوائل الأحاديث التي قالها صلّى الله عليه وسلّم عند قدومه المدينة المنوّرة إذ النظام الرباني فيها أصبح معينا لهم بينما كان النظام الجاهلي السائد يحول بينهم وبين ذلك، فيقول: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابّّوا، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).

لا تدخلوا الجنّة حتى تؤمنوا فالإيمان معلوم وهو نقيض الكفر، ولا تؤمنوا حتى تحابوا فأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، ثمّ دل عليه الصلاة والسلام إلى أقصر السبل الموصلة للتحابب بينهم وهو فعل إفشاء السلام، فما الذي تحمله هذه الكلمة الجامعة من معان وأعمال لتكون سببا للتحابب والبركة ولتكون جوابا لسؤال يطرحه كثير من المسلمين متى يحب المسلمون بعضهم؟! أو كيف ينصرنا الله ويجمع شملنا على دستور الإسلام ونحن لا نحب بعضنا؟ وماذا يترتب على المسلمين فعله عند إفشاء السلام لتؤتي أكلها؟

أحبّتنا في الله إنّ قيمة الشيء وأهمّيّته لا تستبين ولا تظهر إلا عند معرفة حقيقته وحال منبعه ونشأته وما يتعلق به ومن هذه الأشياء إفشاء السلام، فما هو مفهومه؟

السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى، (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام...)
وهو اسم من أسماء الجنة (والله يدعو إلى دار السلام....)
السلام في اللّغة مصدر من الفعل سلم ويعني برئ وخلص وخلا من أي عيب أو آفة وحفظ من أي مرض أو أذى.

وكلمة إفشاء فيها حضّ على النشر والإظهار والجهر بها والإكثار منها وعدم كتمها، فما عليك إلا أن تلقي التحيّة على من تعرف وعلى من لا تعرف، فذلك خير ولكن عند معرفة المعنى.

فالتحيّة (السلام عليكم) أو سلام عليكم هي دعاء، فإن صدق صاحبها في دعوته والتزم أمر الله فيها فلم يظلم أو يغش أو يغدر أو يخدع أو يمكر أو يكيد وكذلك صدق الذي ردها والتزم أمر الله فيها ولم يظلم جعل الله بينهم محبة ورحمة.
أمّا من طغى وسكت عن أهل الإفساد و الظلم و مكّن للأعداء فإن الله لا يحب الظالمين. فهؤلاء الظالمون المجرمون ليسوا معنيين بالسلام بل هم السبب في الفرقة والفساد الظاهر والباطن فواجب إزالتهم ولن يصلح الحال والبال إلا باقتلاعهم. ومحاسبتهم.

فكلما ارتبطت تحيّة السلام بالله سبحانه السلام اشتدت روابط الحب فيه وقويت لأنّ الذي ينظمها ويرصّها هو دستور الإسلام أي الذي جاء به الله ورسوله، وكلّما ابتعدت عنه أصابها الضعف والخلل، ثمّ تتفكك ليصبح التنافس حينها على الدنيا وهذا ما يخطّط له الأعداء وأذنابهم من المنافقين ومرضى القلوب وأصحاب الأهواء والشياطين حتى تبقى السيادة للكفر وهم أهله.

أحبتّنا في الله: إنّ أعداء الله ورسوله والمؤمنين يسعون جاهدين بما لديهم من قوة مالية وعسكرية وأذناب لهم مع أبواقهم ومفتيهم إلى تحطيم الروابط الطيّبة بين المسلمين بزرع بذور الشقاق والنزاع والتضليل والتضييق حتى يصيروا بعد حين أثرا بعد عين وليمنعوا اجتماعهم وتآلفهم من جديد كما قد بدؤوه أوّل مرة في عهد النبوة ثم الخلفاء الراشدين.

بإفشاء السلام تقوى الروابط بين المؤمنين وتثبت فيكونون كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا فلا يقوى الأعداء والظالمون وأذنابهم ولا يجترؤوا على اختراق صف المؤمنين أو زعزعة كيانهم الوثيق الساعي لإقامة الدين في الأرض تطبيقا لأمر الله سبحانه عز من قائل: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممّا قضيت ويسلّموا تسليما).

فالله هو السلام، ولن يتحقق الأمن والأمان والعدل والإحسان في الأرض جميعا حتى يتحقق ابتداء بين المؤمنين وفي الأرض في نقطة ارتكاز ثم ينطلقون بعد إقامة الخلافة قريبا بإذن الله .
فهي وحدها التي تمحق قوى الطغيان وتدمر روابط حزب الشيطان المتمثل بالنظام الدولي والمجتمع الدولي والأنظمة جميعها التابعة له وأدواتهم والمعترفين بهم الذين يصدّون عن سبيل الله.

أيها المسلمون: في الختام إن إفشاء السلام كلمة طيبة فيها بذور طيبة تسقى بماء طيب واحد أصله الوحي من السماء هو أمر الله ورسوله فتنبت به في القلوب نباتا حسنا ثم تزهر حبّا بين المسلمين فتفوح مسكا طيبا في المعاملات ثم نصرة لدين الله بإذنه والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
رضوان الخولي