press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٤٠٧ ١٨٣٤٢٤

 

تُعتبر انتفاضة الشعوب وحراكها الجماهيري بغية تغيير واقعها السيء بمثابة زلزال مدمر بالنسبة للأنظمة والمتسلطين على رقابها الجاثمين على صدرها.

وهذا ما شاهدناه عيانا مع انطلاقة ثورة الشام المباركة في الأيام والشهور الأولى منها، والتي وبشهادة أعدائها لو أنها استمرت سلمية لبضعة أشهر لتحقق لها سحق النظام والنيل منه، ولكن أمريكا ودول الكفر التي تعلم جيدا بدهائها السياسي خطورة الحراك الشعبي في تحقيق نجاح عملية التغيير وإسقاط الأنظمة العميلة لها وخاصة إذا قاد هذا الحراك من يتملك الوعي السياسي والتصور الواضح للتغيير وطريقته، أوعزت لعميلها المجرم أسد باستخدام القوة العسكرية لقمع الاحتجاجات، وكذلك القوة الأمنية (فروع المخابرات) التي أخذت تسجن وتنكل وترهب الثائرين، كل ذلك دفع أهل الشام لحمل السلاح، والدفاع عن أنفسهم وأعراضهم، وبذلك نجح أول مكر سياسي بالثورة حيث تم جر الثورة إلى المنطقة كان نظام الإجرام يظن أنه متفوق فيها، وهذا كان أيضا الخطوة الأولى لتحول ثورة الشام من ثورة شعبية تشمل كل شرائح المجتمع إلى عمل مادي (عسكري)، يقتصر على عنصر الشباب الفاعل غالبا وقد أوجد العمل العسكري بيئة مناسبة وتربة خصبة لزرع العملاء من الداخل والخارج المرتبطين جهالة أو عمالة بمخابرات الدول.

هذا التحول في الحراك أدى إلى حصول شرخ في جسم الثورة وخاصة مع غياب الوعي السياسي وبروز عقلية التسلط، ناهيك عن أن الحراك الشعبي ليس بحاجة إلى تكاليف مادية كبيرة مقارنة بالعمل العسكري الذي يحتاج إمدادات بالذخيرة والسلاح وجميع متطلبات العمل العسكري.

وهنا جاء دور الدول التي ادّعت صداقة ثورة الشام، بدعم العمل العسكري بشيء من العتاد العسكري المشروط وغير الكافي لهزيمة نظام الإجرام المتهالك، بل إن تقديمه كان وسيلة لسلب القرار والتحكم بالمعارك والجبهات.

فضلا عن أن كثيرا من هذا السلاح وُجه إلى صدور أبناء الثورة، نتيجة افتعال الاقتتالات الفصائلية والتي راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء الأمة، وخسارة المساحات الشاسعة التي حُررت بدماء الشهداء وجهد المخلصين.
إلى أن بدأ حرف مسار الثورة من خلال المال السياسي القذر الذي جمد الجبهات، وأعطى نظام الإجرام المتهالك مجالا لترتيب أوراقه بدعم من أمريكا عبر أدواتها، إيران وميليشياتها الطائفية الحاقدة، والمحتل الروسي عسكريا، والدور التركي "الصديق" المخادع لاحتواء الثورة، مما أدى لتقسيم البلاد إلى أربعة مناطق لتشتيت الثورة وإضعافها وإيصال أهلها إلى اليأس والاستسلام والوقوع في فخ الحل السياسي الأمريكي الذي يحافظ على مؤسسات الإجرام التي بدورها ستسوم أهل الشام ألوان العذاب والذل والإهانة وجعلهم عبرة للشعوب التي ترنوا إلى تغيير واقعها.

ونحن نقول أنه وبالرغم من عظم المكر الأمريكي وأدواته بثورة الشام وأهلها وسوء الحال الذي وصلت إليه، إلا أنها قادرة وبإذن الله على مواصلة طريقها وتحقيق أهدافها وذلك بصدق التوكل على الله القوي العزيز، والتمسك بحبله المتين، وقطع حبائل دول الكفر وأدواتها، والقيام بحراك ثوري منظم على المتسلطين على الثورة المغتصبين لقرارها لاستعادته.

وعلى الوجهاء والشخصيات الثورية الفاعلة تحمّل مسؤولياتهم أمام الله عز وجل وأمام أمتهم والقيام بما يخدم ثورة الشام المباركة، واحتضان أبنائهم المخلصين من المجاهدين الصادقين، وحملة الدعوة الذين يدعونهم إلى فوز الدنيا والآخرة.
وعلى الجميع أن يدركوا أهمية الأعمال السياسية التي تنظم الحراك الثوري وتوجهه وتحافظ على استقامة سيره وتجنبه مكائد المتآمرين وزلّات المتخاذلين، وتجعل منه عملا منتجا يسير بخطوات ثابتة ومتصاعدة نحو تحقيق أهدافها.

ولن يكون ذلك إلا باتخاذ قيادة سياسية واعية تحمل مشروعا واضحا منبثقا من عقيدة الأمة تقود الحراك نحو النصر والتمكين، فتجعل ثمرة الجهاد والتضحيات في صالح الأمة وليس في سلة أعدائها.

ولقد هيأ الله تعالى لهذه الأمة حزبا من أبنائها فهموا معنى السياسة على أنها رعاية للشؤون، وأيقنوا أن القضية المصيرية للمسلمين هي إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة وهي التي تعيد تطبيق الإسلام واستئناف الحياة الإسلامية.
إنه حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، الذي أعد شبابه ليكونوا رجال دولة قادرين على قيادة سفينة الأمة والثورة إلى برّ الأمان وكل غايتهم نيل رضوان الله وإخراج البشرية من الظلم والظلام إلى نور وعدل شرع الرحمن، وما ذلك على الله بعزيز، والحمد لله رب العالمين.

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي