٢٠٢١٠٤٠٤ ١٢٥٨٢٢

 

يحاول الغرب عن طريق عملائه وقنواته وآلته الإعلامية اختزال قضية الثورات التي خرجت فيها الأمة بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" بشخص الحاكم إمعانا منه بإبعاد أنظارهم عن النظام الذي هو في الحقيقة سبب مآسي المسلمين ومعاناتهم.

إن مثل هذا التضليل الذي يمارس على الشعوب الثائرة لحرف مسارها عن الطريق الصحيح ليستدعي منا التفكير والتأمل مليا ويجب علينا أن لا ننخدع بأن الطغيان يمثله شخص بمعزل عن النظام وأركانه ورموزه، علما أن الذي يوجد القمع والاستبداد وينشر الظلم والفساد ويزيد معاناة الناس هو هذه الأنظمة العميلة التي فرضها علينا الغرب إبان إسقاط دولة الخلافة لإحكام سيطرته على بلادنا، ولتكون سيفا مسلطا على رقاب الأمة وتحول بينها وبين رجوعها لسابق مجدها وعزها.

وما حصل في ثورة تونس ومصر والسودان وغيرها من تغيير الحكام مع الإبقاء على الأنظمة لخير شاهد على ذلك، فبعد اندلاع الثورات في تلك البلاد أحس الغرب بالخطر يتهدده ونفوذه فصنع نصرا مزيفا بأمر عملائه بالتنحي مع المحافظة على آلة الإجرام العسكرية والمخابراتية ﻹيهام الثائرين أن هدفهم قد تحقق وهذا ما حصل، ولكن لم يتغير من حالهم شيء ولم يصلوا إلى ما كانوا يطمحون إليه من عزة وكرامة وعيش كريم فكان ذلك وبالاً عليهم وبقيت آلة القتل والإجرام جاثمة على صدورهم ونجح الغرب بخداع أهل الثورات والالتفاف على مطالبهم.

وأخيراً لا يزال الغرب وأدواته ينصبون هذا الشرك في البلدان الثائرة وخاصة في بلاد الشام للإيقاع بأهلها وتبديد جهودهم و حرف ثوراتهم عن أهدافها الحقيقية وثوابتها، علما أن خطره لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة.
فحذار أيها المسلمون من الركون لهذه الأطروحات فهي والله مضيعة للتضحيات وهدر للطاقات ومقتلة للثورات وإعادة شرايين الحياة للأنظمة البالية والآيلة للسقوط.
فلا حل إلا باقتلاع هذه الأنظمة بكافة أشكالها ورموزها وإقامة نظام العدل الرباني خلافة راشدة على منهاج النبوة.

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علي الصالح