٢٠٢١٠٣٣١ ١٧٣٠٥٣

 ومضات: القيادة السياسية ودورها في إنجاح الثورات

 

مما لاشك فيه أن وجود قيادة سياسية واعية مخلصة ذات مشروع واضح منبثق عن عقيدة الأمة يحقق إنجاح عملية التغيير، لِما لها من دور أساسي في إنجاح الثورات وذلك لأنها:

- تستطيع أن تخلص الأمة الثائرة من حالة التيه، لكونها تملك خطة محكمة لتصحيح مسار الثورة وضبط وجهتها نحو تحقيق غايتها.

- إن وجود هذه القيادة السياسية الواعية يوجه الثورة نحو تحقيق الانتصار بأقل التضحيات والجهود، لأن عملها التنظيم ورص الصفوف وسد الثغرات، أي تحويل الثورة إلى عمل واعي منظم منتج.

- القيادة السياسية الواعية تحصن الثورة وفصائلها من الانجرار نحو الاقتتالات الداخلية والمعارك الجانبية التي تنهك الثورة، وذلك لأنها تملك رؤية واضحة وثابتة للطريق الذي تسير عليه، ومن خلال أعمال التوعية التي تقوم بها لإظهار خطر الفرقة والاقتتال الذي من شأنه إضعاف الثورة وإطالة عمر الطغاة. وكذلك فضح من يقف وراء هذه الاقتتالات ومموليها.

- غياب القيادة السياسية الواعية سيخلق فراغ في هيكلية الثورة، سيجعل من يملكون القوة المادية يتحكمون بمسار الثورة ويحاولون ملء هذا الفراغ بقيادات مصنعة لا تخدم الثورة بل تخطط مخططات أعدائها، وهذه القيادات العميلة لا تمتلك مشروعا أو خطة عمل أو أهداف واضحة، بل عملها الوحيد محاولة تمرير مؤامرات الأعداء وحرف الثورة، وليكونوا شهداء زور على كل تآمر.
وعندها ستتلاشى الرغبة الحقيقية للتغيير الجذري إلى رغبة حقيقية لاحتواء الثورة من قبل القادة المسيطرين على قرارها (المرتبطين بالدول الداعمة) لينالوا على حسب ظنهم بعض المكاسب في حال تشكلت حكومة جديدة، وذلك عائد إلى سطحية تفكيرهم وضيق وعيهم السياسي، ونتيجة ارتباطهم وارتهانهم للمال السياسي القذر.

- القيادة السياسية الواعية هي بمثابة العقل المدبر لجسم الثورة، فهي التي تكشف المكر والمؤامرات التي تحكيها الدول التي تسعى لإفشال الثورة ودفع أهلها للندم على خروجهم فيها، ولليأس من جدواها ومن قدرتها على تحقيق التغيير.

فما على أهل الشام سوى الالتفات لهذا الأمر الخطير والعمل على نصرة القيادة السياسية الواعية المخلصة (حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله) فهو القيادة التي تحمل المشروع الصحيح المستنبط من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يسير مع أمته على بصيرة وفق طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في عملية التغيير ومن أجل إقامة الدولة الإسلامية، التي نحيا فيها تحت ظل الإسلام وفي ذلك عز المسلمين ونجاة للبشرية جمعاء.

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي