٢٠٢١٠١١٣ ١٥١٣٥٧

 

لقد قدم أهل ثورة الشام وأبناءهم من عناصر الفصائل المجاهدة الكثير الكثير من التضحيات وسطروا أروع صفحات التاريخ ببطولاتهم وأصبحوا مثالاً يحتذى بكل ما قدموه لأجل حريتهم وفي سبيل كرامتهم وكرامة أمتهم وحفاظا على دينهم وشرفهم.

لكن الكثيرين منهم بعد كل ذلك أبَوا أن يكونوا أحرارا، ورضوا لأنفسهم أن يكونوا ضمن فصائل مؤطرة منزوعة القرار مسلوبة الحرية، وقبلوا على أنفسهم تنفيذ كل مايطلبه منهم ذلك القائد الذي لم يعد خافياً على أحد ارتباطه بالداعمين والعمل لتنفيذ توجيهاتهم التآمرية على ثورة الشام، ليتحولوا بذلك من مجاهدين من أجل دينهم إلى أدوات وبيادق بأيدي المرتبطين والداعمين، مقابل حفنة من الدولارات وقليل من المساعدات لا تسد رمقهم.

لكن الأعجب من ذلك كله هو سكوتهم على مقتل واستشهاد إخوانهم كلّ يوم ضمن تلك المنظومة الفصائلية المرتبطة وعلى أيادي النظام المجرم أو أعوانه الظلمة دون أن يفكروا بالثأر لهم.

وما استشهاد أولئك المجاهدين في جيش النصر بالأمس أو قبلها في معسكر الفيلق أو غيرها وغيرها الكثير دون أن يحرك أحد ساكنا إلا خير دليل على ذلك.

أيها المجاهدون: يقول عليه الصلاة والسلام (لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق).
ويقول أيضاً (لايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين).
لا شك أنكم تعلمون كل ذلك ولا شك أنكم تتحرقون وتتألمون لهذا الوضع وهذا الركون ولا شك أنكم أحرار لا تخافون في الله لومة لائم ولكن القادة المرتبطين يكبلون إرادتكم ويحرفون بنادقكم لذلك أصبح واجبا عليكم أن تنفضوا عنكم ذلك الوهن الذي زرعوه في نفوسكم، وأن تذكروا أيام جهادكم وتتذكروا إخوانكم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل نصرة دينهم والمستضعفين من أهلهم.

ولن يكون ذلك إلا بالتخلي عن أولئك الذين باعوا دماءكم وباعوا ثورتكم، والالتفاف حول المخلصين من إخوانكم لتستعيدوا القرار وتصححوا المسار، لنعيد ثورتنا إلى سيرتها الأولى فالأرض اشتاقت لمعارككم وبطولاتكم والبنادق صدأت وباتت حزينة لفراقكم.
واعلموا أنكم قادرين على إسقاط النظام واقتلاعه من جذوره إن توكلتم على الله حق التوكل وعاهدتموه على إعلاء كلمته وتحكيم شرعه.

------------------
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
محمود الحمادي