press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

الصبر على المحن

 

أيها المسلمون في أرض الشام المباركة: ها هي ذي قرابة عشر سنوات عجاف قد مرت منذ انطلاق ثورتكم المباركة، عشر سنوات ومازلتم تقدمون الغالي والنفيس، وتبذلون الدماء والأرواح، عشر سنوات اجتزتم خلالها صعوبات وعرة بل لا يكاد يوم من أيامها قد مرَّ عليكم ولم تُضحوا فيه تضحياتٍ جسامٍ علّمتم العالم بأسره من خلالها مدى ثباتكم وقوة إيمانكم وثقتكم بخالقكم.

وها أنتم اليوم وبعد أن أعيت ثورتكم جبابرة الأرض ليس لشيءٍ إلا لأنها ثورة صدحت حناجركم فيها بكلمات هزّت عروشهم وزلزلت أركانهم فكانت كلمات (الله أكبر -وهي لله - وقائدنا إلى الأبد سيدنا محمد) وغيرها من الكلمات التي عبرت عن عزتكم بدينكم واستعدادكم للتضحية بدمائكم وأرواحكم في سبيل رفع رايته، تلك الكلمات كانت تنزل كالصواعق على مسمع قوى الكفر والتي اجتمعت رغم أن قلوبهم شتى ليس لشيءٍ إلا للوقوف بوجه ثورتكم والحيلولة دون إسقاط النظام الذي دمر البلاد وهدم المنازل وشرد الناس ولا يزال يعيث في الأرض خرابا.
ذلك النظام الذي لم ترضوه ولم ترضوا بظلمه وجبروته فكانت ثورتكم لأجل إسقاطه واقتلاعه من جذوره.

أيها المخلصون أيها المؤمنون: فلتعلموا أن طريقكم بالرغم من وعورته وشدة وصعوبة وخطورة السير فيه إلا أنه لم ينتهِ بعد ولكن حذار ثم حذار ثم حذار ألا تكملوه حتى نهايته، تلك النهاية التي تنتظركم بكل جمالها وراحتها وفرحتها، تلك النهاية التي لا بدّ من الوصول إليها بالرغم من كل الصعوبات.
ولتعلموا أن هذه النهاية التي ترجونها لن تنالوها أبدا بحل سياسي أمريكي قد فُصِّل على مقاس النظام ومقاس عملاء جُدد قد أسموا أنفسهم زوراً وبهتاناً "معارضة".
هذا الحل الذي لا يعني سوى التنازل عن فكرة إسقاط النظام أو في أفضل حالاته استبدال طاغية عميل بآخر أشد طغيانا وأقذر عمالة.

اعلموا أن نهاية الطريق إن قبلتم أن تكون من خلال ذلك الحل السياسي والذي وقف المجتمع الدولي بأسره من ورائه ليكونوا سداً منيعا أمام إقامة دينكم كنظام حياة، وليعيدوكم إلى نقطة البداية بل إلى حظيرتهم التي ستقيدكم، وتجعلهم يتدخلون في كل تفاصيل حياتكم، ووضعكم تحت حكم عميل جديد يُقدم لهم طقوس الطاعة على حساب كرامتكم وشرفكم ودينكم، ويهديهم ثرواتكم وخيرات بلادكم ويبقيكم تحت شريعة بشرية لا تمت لعقيدتكم أو لشريعة خالقكم بصلة.
فلتتابعوا الطريق ولتتحملوا جميع مشقّاته ولترسموا نهايته بأيديكم، نهايةً تُرضون بها من تعيشون لأجل مرضاته، نهايةً تخلصكم وتخلص أمتكم بل تخلص العالم أجمع من الذل والقهر والعبودية، نهايةً تكون بتحكيم شرع الله وبإعلاء كلمته.


نعم تلك النهاية وحدها التي ستجعلكم تتذوقون حلاوة ذلك الطريق وجماله وبهجته، تلك النهاية فقط هي التي ستكون ثمناً لتضحياتكم ولدماء شهدائكم ولدمار بيوتكم وخراب أرضكم، تلك النهاية وحدها التي ستفتح أمامكم طرقاتٍ ودروباً جديدة لتحرروا من خلالها العالم بأسره.
تلك النهاية وليس غيرها: (خلافة على منهاج النبوة).

======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
محمود الحمادي