حين يُصبح البحث في الشبهات منهجاً

 

الأصل في المسلم قبل أن يقوم بالعمل أن يبحث عن حكم الله عز وجل فيه، فإن وافق أمر الله انتقل للخطوة الثانية وهي القيام بهذا العمل، أما إن كان العمل مخالفاً أمر الله اجتنبه.

لكننا اليوم نجد عند قيادات الفصائل منهجاً مقلوباً معاكساً لهذا المنهج، يقوم على (العمل أولاً – ثم البحث عن تبريراتٍ شرعيةٍ له)، وبناءً على هذا المنهج تجد الكثير من الشرعيين يغوصون في ثنايا كتب السيرة والفقه والتاريخ يبحثون عن الاستثناءات والشبهات ليبرروا بها الأفعال الشاذة لفصيلهم!

- فمثلاً يبحثون عما يبيح لهم القبول بالمشروع العلماني، فيجدون في (رخصة) النبي لعمار أن يشتمه تحت التعذيب وفي قول رسول الله: (الحرب خدعة) ضالّتهم! دون البحث في سياق الحديث وضوابط الرخصة.
- ويبحثون عما يبرر لهم سائر الخيانات والهدن الذليلة، فيقفون عند صلح الحديبية، دون إكمال السيرة وصولاً إلى فتح مكة.
- ويبحثون عن أدلةٍ تبيح لهم تلقي الدعم الحرام من دول الكفر، فيجدون حديث استعانة النبي (بفردٍ) مشرك، دون التفريق بين الأفراد والكيانات، ودون التمييز بين واقع الاستعانة وواقع الإعانة.

وهكذا وفق هذا المنهج المعوجّ يكون الأصل هو تبرير الفعل لا البحث عن حكم الله عز وجل فيه، وبالنتيجة يبحث أصحاب المنهج عن الاستثناءات لا عن الأصالات، وعن الشبهات لا عن المحكمات، وعن الاقتطاعات لا عن السياقات الكاملة للأدلة.

قال الله عز وجلَّ: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
مصطفى سليمان