press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat171217

ومضات: حقيقة الصراع على أرض الشام

 

إن حقيقة الصراع الدائر الآن على أرض الشام أنه صراع بين طرفين ومشروعين، مشروع الإسلام العظيم الذي تحمله ثلة من أبناء الأمة، تنظر من بين الركام وضجيج القصف والمدافع وحملات التضليل والتشويه، مدركة هدفها ومبصرة طريقها عاملة لتحقق بريق الأمل الذي لمحته، تسترخص في سبيل تحقيقه كل ما تملك لأنها تدرك أنه قضيتها المصيرية وهو سر حياتها وعزتها، والطرف الآخر هو أمريكا والمجتمع الدولي صاحب المبدأ الرأسمالي العفن الذي أدرك خطورة ما تحمله هذه الثلة ليس على مصالحه فقط بل على وجوده أيضا، فأسرع يجمع جموعه ويكيد كيده ليخوض الصراع على ما يعتقد أنه يهدد وجوده ومصالحه الحقيقة. فتوزعت الأدوار بين دول الحقد وعصابات الإجرام ليستخدم بعضها أسلوب القتل والتشريد والتنكيل، ويلجأ بعضها الآخر إلى أسلوب المكر والخداع وادعاء الصداقة والمساعدة بماله السياسي القذر، وغرف عملياته المشبوهة؛ ليتحكم بالجبهات ويسيطر على القرارات، ويجر الثائرين إلى سوق المفاوضات في الرياض، جنيف، آستانا.. وغيرها.

إن الفخاخ السياسية التي نصبها لنا أعداؤنا وقادنا إليها من يدعون صداقتنا، هي التي أوصلتنا إلى الحال التي نحن عليها الآن، من انحراف لبوصلة الثورة عن أهدافها، وتوجيه البندقية إلى غير وجهتها الصحيحة وقتل روح الثورة في نفوس أبنائها، وإيجاد الشرخ الكبير بين الحاضنة الشعبية والفصائل التي من المفترض أنها قامت لنصرتها ورفع الظلم عنها.

ليس غريبا أن يستنفر الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا كل أدواته ويجمع كل مكره للقضاء على ثورتنا لأنه يدرك تماما حقيقة الصراع، ولكن الغريب أن نغفل نحن عن هذه الحقيقة وأن نفرط بمصدر قوتنا ومبعث عزنا ونتخلى عن اعتصامنا بحبل الله المتين وهديه المستقيم، لنسير كما يريد أعداؤنا مستضيئين بنارهم التي ستحرقنا، مستمسكين بحبائلهم التي هي أوهن من بيت العنكبوت ولكنها حبال غليظة في معاصمنا وأعناقنا تعيدنا لحظيرة الذل والعبودية وأنظمة الكفر من جديد.

ولكننا رغم ما يراه البعض من حلكة ليلنا ندرك أن فجرنا لا بد أن ينبلج، ونؤمن بصدق وعد الله عز وجل ونصدق ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نسير على بصيرة من أمرنا، ندرك حقيقة الصراع ونخوضه على أنه قضيتنا المصيرية، معتصمين بحبل الله وحده متوكلين عليه جل جلاله حتى انجاز الوعد وتحقق البشرى.

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أبو ذر الحمصي