press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat041217

ومضات: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منقذنا من الهلاك

 

ينظر أهل الشام إلى قادة الفصائل على أنهم سبب تراجع الثورة بارتباطهم الخارجي... وينظر قادة الفصائل إلى الارتباط الخارجي على أنه أمر ضروري لا مفر منه في ظل الوضع السياسي الحالي... فيلقي الناسُ اللوم على الفصائل وقادتها، وتضيع الفصائل في فخاخ الدول التي ترتبط معها، فتنحرف بوصلتهم ويسلب قرارهم وتكبل إرادتهم، وتسير الثورة الى حيث يريد لها أعداء الإسلام.

لاشك أن الارتباط الخارجي هو أحد أهم أسباب انتكاس الثورة، وأن قادة الفصائل، ومن يشرعن لهم هذا الارتباط ويزينه لهم، هم من يتحمل المسؤولية المباشرة عن ذلك.

ولكننا أيضا نتحمل المسؤولية عندما نكون عناصر تسيطر عليها فكرة الطاعة العمياء فنسير خلف قياداتنا دون أن نحاسبها على أخطائها أو دون أن نعصي لها أمرا ولو كان في سخط الله نتحمل المسؤولية عندما لا نمارس سلطاننا على الفصائل فنتركها تتحكم بمصيرنا ومصير ثورتنا يبيعون ويشترون في أسواق المفاوضات من دمائنا ومعاناتنا ما يشاؤون. ونحن غافلون عن محاسبتهم وعن القيام بما أوجبه الله عز وجل علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متناسين قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: عن حذيفة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن اللَّه أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. فهذا أمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميع المسلمين بمحاسبة الظالمين والمخطئين وتحذير عظيم لنا من إهمال هذا الفرض الذي فرضه الله عز وجل علينا.

فهو واجب يضمن المحافظة على المبدأ والمحافظة على حسن تطبيقه ويضمن سير الجميع في الطريق الصحيح لأن المخطئ سيلقى آلافا من المقومين، هو واجب عظيم به تميزت أمة الإسلام فكانت خير أمة أخرجت للناس، قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..) (أل عمران 110). واجب يجعل من صاحب النية السيئة يخشى الانحراف خوفا من المحاسبين. وهو واجب لو التزمنا به لضمنا تصحيح مسار ثورتنا نحو تحقيق أهدافها وثوابتهاو ولضمنا إعادة ثورتنا إلى مجدها وعنفوانها من جديد.

فمن ذلك القائد الذي سيطيع أوامر داعمه إن لقي يوميا أهله وجيرانه وأصحابه يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر. ومن ذاك الشيخ الذي سيفتي بجواز التعامل مع الخارج وأخذ الدعم المسموم، وهو يواجه الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في الشارع وفي الطريق وفي المسجد وفي العمل بل وفي كتيبته من العناصر الذين سيحاسبونه ويحاسبون قائدهم ويأمرونهما بالمعروف وينهونهما عن المنكر ولا يطيعونهم إلا في طاعة الله.

إن قيامنا جميعا بهذا الواجب العظيم هو الذي يشكل رأيا عاما ضاغطا على المنحرفين والمخطئين والمتآمرين يدفعهم رغما عنهم لتقويم إعوجاجهم أو استبدالهم، والسير في الطريق الصحيح التي ترضي ربنا وتنقذ ثورتنا.

ذلك هو الأمر الذي يجب على أهل الشام من مدنيين وعسكريين، وعلى كل غيور على الثورة وعلى دينه وعرضه وأرضه أن يلتزم به والتقصير فيه ليس هلاكا للمقصرين فقط، بل هلاك لنا جميعا ؛ كما أخبرنا الصادق الآمين عليه الصلاة والسلام:
(...فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا) رواه البخاري عن النعمان بن بشير.

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أنس أبو مالك