press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

3152021asad

 

الخبر:

هنأ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، نظيره السوري، بشار الأسد، بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي سمحت له بشغل ولاية رابعة ليواصل حكمه في سوريا المستمر منذ العام 2000.

وأفاد مكتب روحاني، اليوم الجمعة، بأنه بعث برقية تهنئة إلى الأسد جاء فيها: "أهنئ سيادتكم لإجراء الانتخابات الناجحة في الجمهورية العربية السورية وإعادة انتخاب سيادتكم رئيسا للجمهورية. إن الشعب السوري بمشاركة واسعة عند صناديق الاقتراع وانتخاب سيادتكم، لعب دورا حاسما في تحديد المصير وازدهار سوريا".

وأضاف روحاني: "أرجو أن نشهر توثيق الشراكة الثنائية بين البلدين الشقيقين في مرحلة جديدة من الحياة السياسية السورية". (آر تي، 2021/05/28م)

التعليق:

إن هؤلاء العملاء لأمريكا يهنئون بعضهم بعضاً، لكن المفارقة في هذين العميلين لا تكمن في الواقع بحاكمين يدينان بدين واحد، لكنها العمالة التي يدينان بها للكافر المستعمر نفسه لهذين البلدين المسلمين، ومن المفارقات كذلك كيفية الالتقاء بين وارث الخميني في الثورة الإسلامية (الأمريكية)، وبين البعثي الكافر الذي يدين بعقيدة البعث الكافرة وتدين فقط بأن الحياة مادة.

وميشيل عفلق هو الساعد الأيمن للإنجليز في هدم الخلافة العثمانية في تلك الحقبة من التاريخ الأسود على المسلمين، الذين يعانون وما زالوا يدفعون الثمن غاليا لتلك المؤامرات على المسلمين من الكافر وأحذيته من العملاء أمثالهم.

لعل المسلمين يقومون بعمل يردهم إلى سابق عزهم وخاصة أبناءهم في الجيوش ويقلبون عروش الحكام على رؤوسهم ورؤوس أسيادهم في الغرب الكافر.

ومن المفارقات المدهشة نسبة نجاح بشار في الانتخابات التي تحاكي المستحيل وحصوله على 95.1% من الأصوات في الانتخابات المهزلة، في بلد شعاره في ثورته القائمة "هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه". هي شعارات وهتافات تعكس وعياً سياسياً شعبياً استثنائياً غير مسبوق، بأنّه لا بديل اليوم عن الانعتاق السياسي كقيمة بحد ذاتها، لا يملك الإنسان أن ينزل أو يتنازل عنها، مهما كانت الكلفة حتى لو وصلت إلى ملايين الشهداء، وسجون وتعذيب، فلم يعد أحد من هذه الجموع الشعبية الكبيرة يفرّق بين الحق في الانعتاق والحق في الحياة! للوصول لهذه الغاية المحققة بإذن الله تعالى.

بغير هذا الوعي المتسلّح بإيمان مطلق بأنّه لا خيار آخر: إما الانعتاق أو الموت، لا يمكن لنا أن نفهم من هذا الشلال المتدفق من التضحيات التي قدّمها الشعب السوري الأبي خلال ثورته مع نظام، ليس له أي نصيب من القيم البشرية، ولا أمل حقيقياً بإصلاحه، فكان الحل الوحيد أن يمضي الشعب بهذا الطريق القاسي جداً، وأن يدفع ثمنه المرير من دمه وأبنائه وأطفاله وشيوخه!

لقد كانت سنين وأشهراً وأياماً من المعاناة الفائقة والتحمل المذهل لما لا يتحمله بشر، في مواجهة صمت مجلل بالعار من المجتمع الدولي والبلاد الإسلامية، لهذه المذابح المروعة، والمسيرات والمظاهرات والاعتصامات والتضحيات مستمرة ومتواصلة، بلا توقف.

فما قدّمه الشعب المسلم في سوريا حتى اليوم هو بذاته نموذج جديد للثورات في العالم، غير مسبوقة، حتى مع أي ثورة من الثورات السابقة.

في كل الثورات العربية دفعت الشعوب ثمن حريتها في الانعتاق، وقدمت المطلوب منها لإنجاز ثورتها على الظلم والظالمين. ولمن لا يعرف تماماً أو ليس معنياً بصورة رئيسة، فإن آلاف العائلات فقدت أبناءها وشبابها، وكثيرون هم من فقدوا أطرافهم وأبصارهم ونالوا قسطاً كبيراً من العذاب الجسدي والنفسي. وبغير نجدتهم من إخوانهم وأبنائهم في القوى والتي تكمن في الجيوش والوجهاء حتى يجتثوا هؤلاء العملاء، فسيبقون تحت تحكم هؤلاء العملاء والجواسيس.

والأمر في الوقت الحاضر إثمه على المتخاذلين منهم والساكتين على هؤلاء حتى يقوموا بواجبهم في التغيير والانعتاق وصدق الله تبارك وتعالى القائل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

المصدر:  https://bit.ly/2TvBgVV