press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

 

637e166394c8670aac5d8b099bf84631 XL

 

الخبر:

تحل هذه الأيام ذكرى ثورة الشعب السوري، التي انطلقت قبل 10 أعوام، للمطالبة بالكرامة والحرية، إلا أن النظام السوري واجهها بدموية، وقتّل آلاف المدنيين، وهجّرهم عن مدنهم، وفرض على من تبقى منهم الحصار والتجويع، وألقى عليهم البراميل المتفجرة، بدعم من روسيا وإيران وحزب الله.

في عام الثورة العاشر، يسيطر النظام على معاقل الثورة، ولكن باقتصاد منهك، وهبوط حاد لليرة السورية، وانتشار للفساد، واحتلال روسي وإيراني، وسط تأكيد نشطاء الثورة السورية بأن الثورة "تعثرت ولكنها لم تمت، وستستمر". (عربي 21، 13 آذار 2021)

التعليق:

الحديث عن ثورة سوريا يطول، ولكن بما يناسب المقام أقول إن آفة الآفات في الثورة السورية، هي ارتباط الكثير من فصائل الثورة بأعداء الثورة من الدول الغربية أو الأنظمة التابعة لها، والتي تدّعي كذباً صداقة الثورة، عبر المال السياسي المسموم، الهادف لحرف مسار الثورة، وثنيها عن تحقيق هدفها، بإسقاط نظام بشار أسد وإقامة حكم الإسلام. وقد رأينا ما استطاع أرباب المكر العالمي تحقيقه عبر هذا المال القذر، من إشغال الفصائل بدايةً عن هدف إسقاط النظام في مسقط رأسه دمشق، وإلهائها بمعارك جانبية هنا أو هناك بعد أن سُلبت منها المبادرة، ومنعِها من التوحّد على المشروع الصحيح، بل ودفعِها إلى الاقتتال فيما بينها، والقبول بممثلين سياسيين للثورة عملاءَ وعلمانيين، وجرّ الثورة إلى دوامة هدن آثمة مع النظام، ومتاهة مفاوضات قاتلة معه في أستانة وجنيف، وتسليم مدن بكاملها، وتفريغ مناطق للثائرين من أهلها، وتسويغ ضعفاء النفوس لمصالحة النظام.

على أننا إذا عدنا خطوة أخرى إلى الوراء، فسنجد أن السبب الحقيقي الذي قاد الثورة إلى ما هي فيه من تدهور واضطراب، هو تلك الأفكار التي أباحت لكثير من الثائرين قبول أخذ هذا المال السياسي المسموم، وأولها: الفكرة الرأسمالية "الغاية تبرر الوسيلة"، متناسين أن الله سبحانه لا يقبل صلاة من غير طَهور، ولا صدقةً من غُلول! وثانيها: وَهْمُ تقاطع المصالح مع الدول الكبرى، الذي حشا عقول كثير من (الإسلاميين)، وأغفلهم عن حقيقة أنك كفصيل لست نداً للدول، ولن تكون، بل ستكون العلاقة بينكما، إذا قبلتَ دعمها، علاقة هيمنة وتحكم واستخدام واستغلال! وما هي المصلحة المرجوة يا عقلاء بين الذئب والغنم سوى الافتراس والنهش والأكل؟! وثالثها: فكرة جواز التنازل عن الثوابت الشرعية بحجة جلب مصلحة أو درء مفسدة، حتى باتت (المصلحة) عند بعض مدّعي العلم الثابتَ الوحيد!

أما الحلّ الناجع لجميع مشاكل الثورة، فيبدأ بإعادة تحديد ثوابت الثورة بدقة ووضوح، وتقرير أنها إسقاط النظام كاملاً، والتحرر من نفوذ الغرب الكافر المستعمر، وإقامة دولة الأمة، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ثم المسارعةُ إلى فك جميع الارتباطات القائمة بأعداء الثورة ونبذ مالهم السياسي، وتقريرُ نبذ الفرقة والاختلاف والتقاتل بين الجميع، ثم اللقاءُ والتوحّد جميعاً على أساس المشروع السياسي الواضح المستنبط من الكتاب والسنة الذي يقدمه حزب التحرير، والمضيُّ قدماً مع الحزب نحو إرضاء الله، وتحقيق أهداف الثورة ومصلحة الأمة وسعادتها في الدارين، وإعادة سابق عز الأمة ومجدها التليد بإقامة نظام سياسي جديد يحقق سيادة الشرع وسلطان الأمة في ظل خلافة على منهاج النبوة.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت

 

المصدر: https://bit.ly/2OWkixz