خبر وتعليق تصؤيحات نصر الحريري

 

الخبر:

في رده على استخدام المبعوث الدولي للأمم المتحدة، غير بيدرسون، مصطلح "العدالة التصالحية" في إحاطته أمام مجلس الأمن في 2020/12/16م اعتبر رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" نصر الحريري ذلك تجاوزا لقرار مجلس الأمن وخروجا عن قرار 2254، وقال: "نحن نؤمن أن لا حل عسكري في سوريا وإنما حل سياسي عادل يحقق للسوريين ما طلبوه وما دفعوا من أجله هذا الثمن الغالي والباهظ" (قناة الحرة 2020/12/16)

التعليق:

بداية إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ما كان يوما ولن يكون ممثلا شرعيا للشعب السوري حتى لو اعترفت به دول العالم أجمع، فكيف وقد تشكل في قطر ونال التهنئة من الولايات المتحدة الأمريكية على تشكيله؟!

إن من يتمسك بقرارات مجلس الأمن ويرتضي بقرار 2254 رغم أنه يراه "أقل بكثير من طموح الشعب السوري الثائر الذي وقف من أول لحظة من أجل وقف هذه الكارثة الإنسانية والوصول إلى سوريا المستقبل الذي يضمن حياة حرة وكريمة للشعب السوري" حسب قوله، لا يليق به أن يمثل الشعب السوري بشيء، فالحاضنة الشعبية واعية على هذه الألاعيب السياسية وتدرك أن قرار 2254 المقترح الأمريكي والذي أكمل هذه الأيام الخمسة أعوام على إقراره والتصويت عليه، ما جاء إلا لإنقاذ النظام السوري بعد أن كاد الثوار أن يطيحوا به عسكريا ويحرروا البلاد من قبضته، وأن الائتلاف الوطني السوري سائر بدقة في تنفيذ بنود القرار اللعين من تشكيل حكومة انتقالية من بشار والمعارضة وإجراء تعديلات دستورية وكذلك انتخابات برعاية الأمم المتحدة.

ففي اللقاء الذي أجري مع الحريري على قناة الحرة استعرض طريقة ومراحل عمل المعارضة قائلا: "في حال تشكيل هيئة الحكم الانتقالي والدستور الجديد وجرت الانتخابات، نذهب إلى تحقيق ثلاثة عناصر أساسية: العدالة الانتقالية ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق الشعب السوري من كل الجهات وأولهم النظام بجرائمه وفظائعه المستمرة حتى اللحظة، وثانيا جبر الضرر ومعالجة المتضررين ثم حالة من التعايش الوطني يعني المصالحة الوطنية المبنية على العدالة الانتقالية، أما موضوع العدالة التصالحية فهذا مرفوض في جميع المراحل".

عن ماذا يتحدثون؟! وأي حل سياسي هذا الذي تسير فيه المعارضة السورية؟! وكيف يأملون بأن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة مختلفة عن سابقاتها وجادة في الوصول إلى الحل السياسي؟! إن تصريحاتهم تؤكد أنهم يعبثون ويهدرون الأوقات والأموال ويزيدون من شدة أوضاع الشعب السوري وآلامه تحت حمم القتل والجوع والبرد، فاليوم وبعد تسع جولات في جنيف وبعد جولات متكررة بين الفصائل والروس في أستانة وبعد سنة وثلاثة أشهر من بدء عمل اللجنة الدستورية وحتى اللحظة فإنها وصلت إلى النقطة التي انطلقت منها - حسب تصريح الحريري.

إن هذا ما هو إلا جعجعة فارغة وتلاعب في الألفاظ وإشغال للرأي العام، تحقيقا للحل السياسي الذي وضعته أمريكا، فالحل السياسي لأي قضية تتعلق بالمسلمين والذي أساسه قوانين الكفر وسياساتهم لا يمكن أن يكون مطلبا للأمة الإسلامية أينما كان، بل الحل هو الحل العسكري الذي يحرر البلاد من سلطة الكفار المستعمرين خاصة في البلاد التي تتعرض فيها الشعوب المسلمة للقتل والدمار والتعذيب والتنكيل، بأن تقوم جيوش المسلمين بنصرة العاملين لإقامة الدولة الإسلامية وإعلانها خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة، ففيها وحدها النجاة وفيها العزة ليس للمسلمين فقط بل للبشرية جمعاء.

=====
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله

 

المصدر: https://bit.ly/2MhsIOM