press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

26122018ookai

 

 

الخبر:

ترامب يسحب القوات الأمريكية من سوريا.

التعليق:

أثار إعلان ترامب الانسحاب العسكري من سوريا عاصفة من الاحتجاج في الكونجرس، حتى من عناصر داخل الحزب الجمهوري. كذلك، احتج قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل والمبعوث الأمريكي للتحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، بريت هـ. ماكغورك، بشدة على الانسحاب العسكري، مما تسبب في استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس. أما أكراد سوريا فقد كانوا الأكثر إعرابا عن قلقهم الشديد.

إذن، السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا دفع ترامب هذا الانسحاب ضد كل الصعاب؟ هل هو تصرف عشوائي من ترامب أم أنه مجرد جزء من استراتيجية أكبر؟

أولاً، يجب القول إن الانسحاب العسكري لا يعني بأي حال من الأحوال، انسحاب الوجود الأمريكي أو النفوذ الأمريكي من المنطقة. وخاصة إذا تضمن الانسحاب العسكري فئة صغيرة لا تتجاوز ألفي جندي كما هو الحال في سوريا. على العكس، فإن التاريخ يعلمنا العكس تماما. فالاحتلال العسكري الأجنبي أو الوجود العسكري هو واحد من بين الأدوات العديدة لهذه الدول الاستعمارية لممارسة نفوذها.

ذكر ترامب في شهر آذار/مارس من هذا العام بأنه سيعيد الجنود إلى الوطن بمجرد "كسب المعركة". ولم يحدد تاريخاً لكنه عبر عن أهدافه في ذلك الوقت دون أي معارضة جدية. ولكن الآن بعد أن أصبح راغباً في تحقيق ذلك، نشأت حالة من الاضطراب كما لو أن ذلك جاء من لا شيء. لذا، فإن ردود الفعل هذه ضد قرار ترامب يجب أن يتم تقييمها ووضعها في سياق الاحتكاك القائم بالفعل مع بعض الأطراف في أمريكا مع ترامب.

على الرغم من هذه الاختلافات التي تتعلق بالموارد، إلا أن موقف أمريكا من سوريا لم يكن غائما على الإطلاق. فالنظام السوري ونظامه العلماني يجب أن يبقى، مع أو بدون بشار الأسد، والمعارضة صاحبة المشروع الإسلامي لا بد من إضعافها أو تصفيتها أو إزالتها. هذا يلخص تماماً السياسة الأمريكية للسنوات السبع الماضية في سوريا مع حلفائها، تركيا وإيران وروسيا.

نتيجة لهذه السياسة، استعاد النظام السوري الضعيف سيطرته على كل منطقة في سوريا تقريباً باستثناء منطقة إدلب التي يوجد فيها آخر معاقل للمعارضة، والمنطقة الشمالية التي يتمتع فيها الأكراد بمنطقة شبه مستقلة. نهاية اللعبة تبدو قريبة، والعوائق الوحيدة أمام توحيد وانبعاث النظام السوري هي المعارضة السورية والأكراد في الشمال.

أما بالنسبة للمنطقة الكردية، فقد رعتها أمريكا وحمتها ضد تركيا واستخدمتها بشكل فعال في محاربة تنظيم الدولة والجماعات الإسلامية. الانسحاب العسكري لأمريكا سيتركهم بلا حماية من جهة التهديد التركي ومن جهة بشار الأسد الذي يريد جلب كل سوريا مرة أخرى تحت سيطرته.

لهذا شعر قادة الأكراد بالحرارة وأطلقوا على الفور محادثات مع دمشق للتوصل إلى تسوية مباشرة وثنائية عندما سمعوا عن انسحاب أمريكا. لذا، فإن الأكراد يضطرون بشكل غير مباشر للتفاوض مع النظام السوري الذي سيقود في نهاية المطاف إلى دمج شمال سوريا في سوريا "موحدة".

أيضا، جاء رد فعل ملحوظ ولكن توضيحي من وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، وقال إن تركيا وقوى عالمية أخرى ستدرس العمل مع الرئيس السوري بشار الأسد إذا فاز في انتخابات ديمقراطية. وزار الرئيس السوداني عمر البشير بشار الأسد وعبر عن أمله في أن تستعيد سوريا قريبا دورها الإقليمي المهم مرة أخرى. من خلال الاعتراف رسميا بنظام القتل هذا، فإنها تكشف وتوضح الحركة الأمريكية القادمة.

تجري الآن محادثات حول إرجاع سوريا إلى جامعة الدول العربية. تم شرح ذلك من قبل متحدث في مقر الجامعة بالقاهرة يوم الخميس لوكالة سبوتنيك.

في السابق، قال مصدر في إدارة الرئيس التونسي إن العديد من الدول العربية، بما فيها تونس والجزائر، تنسق الجهود لإعادة سوريا إلى المنظمة. ووفقاً للمتحدث، فإن تونس والعراق والجزائر تركز على استعادة المشاركة الكاملة لسوريا في عمل الجامعة مرة أخرى.

كما رحبت وزارة الخارجية الروسية بالانسحاب الأمريكي بالقول إن الانسحاب سيخلق آفاقاً للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا.

والاجتماع الهاتفي الثنائي لترامب مع أردوغان قبل الإعلان عن الانسحاب يؤكد فقط أن انسحاب أمريكا ليس عملاً عشوائياً بل هو خطوة ضمن خطة شريرة أكبر للقضاء على الثورة السورية مع حلفائها.

﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

المصدر: https://bit.ly/2Q3jKB1