press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

11092018karethah

الخبر:

ترسم تقارير وسائل الإعلام الأخيرة صورة سيئة عن عواقب الهجوم النهائي على إدلب بقيادة روسيا وإيران وسوريا. ومع ذلك، فإن الغرب ليس مجرد مشاهدٍ بريء في المذبحة الوشيكة - طالما أن الأسلحة الكيماوية غير مستخدمة - فإنه يسعد بأن تكون يداه ملطختين بالدماء. هل خسر العالم إحساسه الأخلاقي في التعامل مع أزمة إدلب؟

 

التعليق:

منذ أيام عدة، ازدادت حدة الأنباء بشأن الهجوم الوشيك على إدلب ونال هذا الخبر تغطيةً عالميةً. إن روسيا وسوريا وإيران متلهفون لخسارة أسلحتهم بالكامل على إدلب، حيث يعطون اهتماماً لا يذكر بشأن عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين هناك. كما أن الغرب حريص على رؤية آخر معقل للمقاومة الإسلامية وهو يسقط، وقد أعطى لروسيا الضوء الأخضر لإطلاق حملته الدامية. إن نقطة الخلاف الوحيدة هي أن على روسيا وسوريا الامتناع عن نشر الأسلحة الكيماوية. ما هي نوعية هذه الأخلاق التي يحملها الغرب؟ إن روسيا وحلفاءها مكشّرون عن أنيابهم. وسوف يقومون بتطهير إدلب وإبداء القليل من الاهتمام بالسكان المدنيين. إن روسيا وسوريا لا تحتاجان إلى استخدام الأسلحة الكيميائية لإطلاق العنان للمذبحة على نطاق لا يمكن تخيله.

إن الأمر المثير للدهشة هو أن روسيا قد علقت بشكل علني بإلقاء اللوم بشأن أي هجوم كيميائي على المقاتلين الإسلاميين. يظهر الأمر كما لو أن روسيا تخشى من التلويح بهجوم كيميائي كاذب يحث أمريكا وحلفاءها على التدخل. ليس هناك شك في أن الغرب يتطلع للتدخل ليس لإنقاذ السكان المدنيين في إدلب بل لتأمين الأراضي التي ستغذي قصة الغرب بشأن الاتفاقيات والتسويات التي تلي الحرب لسوريا.

لدى روسيا أيضاً رواية مضادة لسوريا، بمجرد تدمير إدلب. فقد قامت روسيا بتحذير القادة العسكريين الأمريكيين من أنه ليس بالإمكان ضمان سلامة عشرات من الجنود الأمريكيين المتمركزين بالقرب من منطقة القتال، مشيرة إلى أن موسكو مستعدة لدفع ثمن بعض المجد. ولكي لا تزعجها التهديدات الروسية، ردت أمريكا بأن قواتها مخولة بالكامل في استخدام القوة لصد أي هجوم من روسيا. لذا، في حين إن القوى الأجنبية توافق على عدم الاتفاق حول تفاصيل العمليات وما هي النسخة التي ستخرج فيها سوريا بعد الحرب، يبقى السؤال هو لماذا لا يهتم العالم بمصير سكان إدلب المدنيين؟

يفخر الغرب بمبادئ الحرب العادلة ومبادئ معاهدة جنيف، لكن يبدو أنها غائبة في حالة إدلب ومناطق النزاع الأخرى التي تشمل المسلمين. فمنذ أشهر عدة، كان الغرب وروسيا يتوسطان في صفقات مع المقاتلين الإسلاميين أسفرت عن قيام الأسد باستعادة الأراضي مقابل تأمين ممر آمن للمقاتلين وعائلاتهم إلى إدلب. باختصار، كانت أمريكا وروسيا تخططان لهذا اليوم، وهي لعبة النهاية التي ستشهد قتل وذبح عشرات الآلاف من المدنيين.

إنه لمن العار أن نرى العالم الإسلامي يساعد في التحريض على المذبحة الوشيكة لإدلب. في طليعة هذه الخيانة، تركيا وإيران والسعودية - الدول التي تآمرت سراً مع روسيا وأمريكا لجعل تدمير إدلب حقيقة واقعة.

إن الخلاص الوحيد للأمة الإسلامية هو العمل من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة، بحيث لا يسمح للقوى الأجنبية بالمحاربة بالوكالة في سوريا وليبيا واليمن وأماكن أخرى في العالم الإسلامي.

قال رسول الله r: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/54859.html