press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar170218

الخبر:



إسقاط طائرة حربية لكيان يهود بصاروخ روسي إيراني فجر يوم السبت الماضي في 10 شباط/فبراير مما جعل هذا مفاجأة للكثيرين باعتبار أن حكام سوريا لم يتجرأوا على ذلك منذ زمن بعيد. فما الذي تغير يا ترى؟!

 

التعليق:



قبل التعليق على الموضوع لا بد من فهم ما يجري في المنطقة وبخاصة في سوريا و لبنان و فلسطين من أحداث ورسائل تكون بصورة التصاريح أحياناً وبشكل مادي وعسكري أحياناً أخرى.

فما الذي تغير يا ترى؟ ومن يقف وراء إعطاء الأمر بإسقاط الطائرة بعد طول الانتظار؟ وهل المنطقة على طريق الحرب؟ ولأي سبب؟...

أولاً نقول بكل صراحة إن طاغية سوريا لا يمكن له ولم يعودنا أن يأخذ مثل هكذا قرار قد يؤدي إلى حرب مع كيان يهود لولا أن أخذ الضوء الأخضر من أمريكا بالتنسيق والتعاون مع روسيا و إيران وليس تحديا لها من أي محور كما يحاول البعض تصويره في الإعلام للتمويه وذر الرماد في العيون.

وهنا قد يتساءل البعض: وكيف تسمح أمريكا بذلك وهي حليفة كيان يهود وتحميه وتصرح دوماً بالدفاع عنه وعن أمنه ووجوده؟

 

وجوابا على ذلك نقول:

صحيح أن أمريكا تحمي كيان يهود ولكنها تفعل ذلك من أجل مصالحها، ورغم ذلك فإنها قد تسمح بعمليات صغيرة تأديبية ضده لمنعه من الوقوف في وجه السياسة الأمريكية في المنطقة كما كان الحال في حرب عام 73 عندما سمحت لمصر السادات وحاكم سوريا والد المجرم الحالي بشن حرب لتحريك المفاوضات. كذلك عندما سمحت بالقيام بأعمال عسكرية من لبنان لإرغامها على تنفيذ القرار الدولي 242 بالانسحاب منه كما كانت تريد أمريكا.

وفي الوقت الحاضر نجد أن أمريكا تحاول منذ فترة طويلة إيجاد حل لمشكلة يهود بإيجاد دويلة فلسطينية برضا كيان يهود ولكنها كانت تجابه دوماً بالرفض المباشر أحياناً وبالتسويف واللعب على الوقت أحياناً أخرى وبالحرب لحرق الحلول كما حصل عام 2002 عندما رد المقبور شارون بالحرب على أهل فلسطين هرباً من الحل الأمريكي المطروح فيما سمي وقتها بقمة بيروت والتي طلبت فيها أمريكا من حكام العرب جس نبض كيان يهود إنْ قبل الحل بأنهم على استعداد تام للاعتراف به وإقامة علاقات طبيعية معه بموافقة جميع حكام الدول العربية دون استثناء ومنهم طاغية سوريا وسكوت من إيران وأحزابها...

نقول كل ذلك لفهم ما يجري اليوم بإعطاء الأوامر الأمريكية لأتباعها بالتصدي لكيان يهود عسكرياً حتى يفهم بأن الحرب ستكون مكلفة له إن أراد الهروب من الحل الأمريكي من جهة... ولكن أمريكا ترسل أيضا الرسائل المشجعة لكيان يهود أن جميع حكام المنطقة يرضون بالاعتراف به ومنهم حكام ما يسمى بالممانعة أو من يحالفهم... وهذا يفسر تصريح جبران باسيل على "الميادين" المحسوبة على إيران وحزبها بشكل صريح؛ أنه لا يمانع أن يعيش كيان يهود بسلام وأنه ليس من خلاف عقدي مع يهود... نعم صدر هذا كله من باسيل على قناة الميادين لترسل أمريكا رسالة لكيان يهود أن حلفاء الممانعة على أتم الاستعداد للصلح معكم إن رضيتم بالحل الأمريكي... بل إن الممانعين أنفسهم لن يمانعوا الحل إن قبلتم بدليل سكوتهم عن كلام باسيل وكلامهم عن الحل العادل مؤخراً وقول حكام إيران أكثر من مرة إنهم يقبلون بما يقبل به الفلسطينيون والسوريون.

باختصار فإن أمريكا تعرض العصا والجزرة؛ جزرة الحل ومعه صلح الحكام الخونة، وعصا الحرب لفرض الحل أو لتهيئته... ولكن أمريكا لم تعرف أمرا مهما وهو أن هذه الأمة لا يمكن أن تقبل بالذل والهوان وقد طلب منها رب العالمين أن تكون عزيزة ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾.

فإلى العزة وإلى العمل الحقيقي الذي يوحد الأمة ويحرر الأرض و الشعب ندعوكم للعمل مع حزب التحرير لتكون كلمة الله هي العليا إن شاء الله تعالى في القريب العاجل.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49776.html