مقالة 23

 

أولاً: جميعنا يعلم بأن قادة المنظومة الفصائلية في الشمال وفي إدلب حالهم واحدة في المضمون ولو اختلفوا بالأشكال والمسميات، فهم يتبعون بشكل مباشر للمعلم التركي عبر مخابراته المتواجدة على الأرض، وهذا الأمر يشكك بإخلاص أي عمل عسكري محدود ضد النظام المجرم وأي تصريح وخطاب سياسي يصدر عن أولئك القادة.

ثانياً: إن السلاح الذي تمتلكه المنظومة الفصائلية اليوم قادر على تذخير وتجهيز أعمال عسكرية كبيرة تجاه النظام من شأنها أن تهزّ أركانه وتحرر الأرض من ذلك النظام وتعيد للثورة روحها من جديد، وإن ما يمنعهم من ذلك أنهم قد سلموا قرارهم للقيادة السياسية والمخابراتية التركية، التي سلبت منهم قرارهم فباتوا لها أتباعاً وأذناباً لا يعصون لها أمراً .

ثالثاً: جميعنا قد عاش فترة سقوط المناطق المحررة ضمن اتفاقات وتفاهمات بين الدول الضامنة المتآمرة على الثورة، وكان دور قادة المنظومة الفصائلية أثناءها هو السير وفق الخط السياسي المرسوم لهم دون أن يحيدوا عنه قيد أنملة، لا تحركهم آلام المهجرين ولا معاناتهم ولا شظف العيش الذي يعيشونه نتيجة التضييق المدروس الممنهج الممارس عليهم..
فهل يمكننا تجديد الثقة بمن سلم المناطق و البلدات لنظام الإجرام بالأمس القريب!!

رابعاً: إن الاقتتالات التي حصلت في السابق ومنذ فترة قصيرة قد أظهرت مدى انصياع قادة المنظومة الفصائلية لأوامر المخابرات في تنفيذ تلك الأعمال القذرة، لزرع اليأس و القنوط في نفوس حاضنة الثورة لتتخلى عن ثورتها.
وهو يبرز أيضا مدى تهاون هؤلاء القادة وإعراضهم عن أوامر الله سبحانه في تحريم إراقة الدماء. والإعداد الكبير عندهم هو لقتال بعضهم، أما ردهم الخجول فيقومون به ضد نظام إجرام النظام حتى لا يفقدوا سيطرتهم على عناصرهم وحتى يجمّلوا صورتهم أمام الناس.

خامساً: تصريحات النظام التركي الأخيرة بخصوص المصالحة مع نظام الإجرام واعتبار أن ذلك الأمر هو الحل الوحيد، لم يلق إلا ردوداً خجولة من قادة المنظومة الفصائلية، فالبعض اكتفى بالصمت وأخذ وضعية المزهرية من تلك التصريحات والبعض الآخر راح يشجب ويندد بالبيانات وهو الذي يملك أعتى الأسلحة والترسانات!

سادساً: تشكيل حكومات من قبل تلك الفصائل وفرضها الضرائب والمكوس والرسوم على أهل الثورة للتضيق عليهم ووضع المعابر التي زادت من معاناة الناس الاقتصادية فوق كارثة النزوح وعيشة الخيام، لدفع الناس للترحم على أيام العيش زمن النظام المجرم.

سابعاً: نتيجة لما سبق، فقد أصبح هناك مفهوم لدى أهل الثورة بأن قادة المنظومة الفصائلية اليوم أصبحوا مسلوبي القرار لا يستطيعون التحرك خارج إملاءات الداعمين، فلا يعول عليهم بتحرير أرض ولا بإسقاط نظام ولا بالدفاع عن الناس وقد ثبت ذلك الأمر عملياً على الأرض، ما يوجب تحرك الحاضنة على هدى وبصيرة لاستبدالهم وتوسيد الأمر لأهله لتحقيق الغاية وبلوغ المراد.

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود