press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة

 

 

دارت في الأيام الماضية اشتباكات بين فصائل المعارضة في الشمال السوري المدعومة من تركيا، انتهت يوم الأحد بعد الاتفاق على هدنة. وقال مفاوضون من المعارضة المسلحة لرويترز إن تركيا توسطت في اتفاق بين الفصائل، رغم ورود أنباء جديدة اليوم الاثنين 20-6-2022م عن تحركات فصائلية تدفع باتجاه مزيد من التوتر.

فيما أصدرت وزارة الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة" بياناً "دعت خلاله فصائل الجيش الوطني السوري، إلى رفع جاهزيتها والتصدي لمحاولات "هيئة تحرير الشام" التدخّل وفرض سيطرتها على "المناطق المحررة" في ريف حلب شمال سوريا".

كما شوهدت استعراضات عسكرية وأرتال طويلة مدججة بالسلاح من عدة فصائل تؤازر فيها أطرافاً في النزاع ضد أطراف أخرى.

وكان ثمانية أشخاص على الأقل قد لقوا حتفهم وأصيب العشرات يوم السبت في قتال بين الفصائل بالقرب من مدينة الباب في محافظة حلب شمال غرب سوريا، بالتزامن مع إصدار الفصائل لبيانات تحمّل فيها الفصائل الأخرى مسؤولية ما حدث.

فيما خرج " المجلس الإسلامي السوري" ببيان يصب فيه الزيت على النار، فيه شحن للنفوس وتأليب للفصائل ضد بعضها.

ورافق ذلك إغلاق متقطع للمعابر الواصلة بين مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام ومناطق الشمال الخاضعة لسيطرة فصائل في الجيش الوطني.

ولنا وقفة إزاء هذا الواقع المتكرر المؤلم ..
فمنذ أن قال المال السياسي المسموم كلمته وفعل فعلته، وتسلط على الثورة وتوسد أمر الناس في المحرر قادة مرتبطون، سواء من تاجر منهم بشعار الإسلام وانقلب على ما تاجر به، أو من يرفعون شعار الوطنية، قادةٌ لا يرجون لله وقاراً ولا يقيمون لدماء الشهداء وتضحيات أهل الشام وزناً، قادة لا تسيرهم أحكام شرع ولا أخلاق ثورة، منذ ذلك التاريخ وثورة الشام تعاني من مصيبة متجددة مادامت أسبابها قائمة، ألا وهي مصيبة الاقتتال المحرم وسفك الدم الحرام الذي يسخط الله ويثلج صدور النظام وأعداء الإسلام.

أرتال مدججة واستعراضات مخزية أثيمة تختفي عند حملات النظام وشركاء إجرامه وقضمهم للمدن والبلدات التي بُذلت لتحريرها الدماء والأشلاء، ولا تظهر إلا وقت الاقتتال البغيض المحرم، مع رسالة خفية مفادها أن هذه الأرتال والاستعراضات موجهة في حقيقتها ضد كل من يخالف رؤية النظام التركي ورسمه للمشهد بتوجيه أمريكي.

وحق لنا ها هنا أن نتساءل، حتى متى يسكت الناس عن إجرام قادة المنظومة الفصائلية الذين يتقاتلون لا إعلاءً لكلمة الله وسعياً لإسقاط نظام الإجرام، إنما لسيطرةٍ ونفوذ وتقديم عرابين الولاء للداعم واثبات أنهم الأفضل للخدمة عند أسيادهم!
وحتى متى يترك أهل عناصر الفصائل أولادهم حطباً لهذه الاقتتالات بدل أن يسحبوهم ويضعوهم في مكان يرضي الله ورسوله، قبل ساعة مندم حين يأتوهم قاتلين أو مقتولين في سبيل قادة مجرمين آخر ما يفكرون فيه الدم الحرام؟!

ويأتيك بعد ذلك كله ما يسمى "المجلس الإسلامي السوري"، المسيَّس والمبرمج على هوى الداعم التركي المتآمر وأوامره، ليصب الزيت على النار ويؤجج نار الاقتتال بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، بدل تذكيره للناس بحرمة الدماء وبأن هناك نظاماً دموياً مجرماً يقتل أهلنا ويحتل أرضنا ويهتك أعراض أخواتنا في السجون أم أنه على شاكلة الفصائل التي تحاول الهرب من التصنيف وترسل أوراق اعتمادها عند الغرب الكافر ليرضى عنها ولن يرضى!
مجلسٌ معروف بصمته وعدم صدعه بالحق في قضايا مصيرية كالحل السياسي ومفاوضات الخزي والعار التي تعوّم النظام وتثبت أركانه ومؤسسات إجرامه، إضافةً للجنة الدستورية التي تنسج خيوط دستور كفر يعلنها حرباً سافرةً على الإسلام وأحكامه وتشريعاته!

أما آن الأوان لأخذ العبرة من نتائج الاقتتالات السابقة ومرارة تجارب باصاتها الخضراء وضياع البلاد وفقدان الديار بعد كل الدماء البريئة التي سالت؟!

لقد آن لأمة الإسلام على أرض الشام أن يأخذ أبناؤها على أيدي قادة مرتبطين بالنظام التركي المتآمر، الذي يمنع أي عمل مهما صغر ضد نظام الإجرام، في الوقت الذي يتغاضى بل يسعّر فيه أوار نار الاقتتال الذي يسفك الدم الحرام، ما دام ذلك يفت في عضد الثورة ويسهم في إضعافها وتنفير الناس منها وإيصالهم لحالة من اليأس والقنوط ليخضعوا لحلول أميركا الاستسلامية!

كما نذكّر عناصر الفصائل المتقاتلة بأن يعرفوا أي سبيل يسلكون ومن أجل ماذا ومن يزهقون أرواحهم، وبأي وجه سيلقون الله إن انتهى الاقتتال بهم قاتلين أو مقتولين والعياذ بالله، وأنه قد آن لهم أن ينحازوا لدينهم وأمتهم بدل أن يوردوا أنفسهم المهالك في سبيل قادة سيتصالحون على أنقاض الدماء بعد أن يتقاسموا المصالح والأدوار من جديد.

وختاماً، فإنه لا خلاص لأهل الشام من هذا الحال المؤلم إلا بقطع الحبال مع النظام التركي وأضرابه من المتآمرين، ووصل الحبال بالله سبحانه، وسعي الأمة لاستعادة سلطانها وقرارها المغتصب، وتوسيد الأمر لأهله من أهل التقوى والصلاح ممن يملكون تصوراً واضحاً للحل، الغيورين على تضحيات الثورة وأهلها، الساعين بجد مع الصادقين لإسقاط نظام الإجرام وتخليص الناس من شروره وتحكيم الإسلام عبر دولة الخلافة مكانه، فكل إمكانيات ذلك لاتزال متاحة، والنظام ضعيف مهلهل ومستنزف، ولمثل هذا فليعمل كل مخلص يبتغي العزة بالإسلام والحكم به.

-----
ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا