1862022sham

 

تتوارد تسريبات كثيرة عن انسحابات للقوات الروسية من البلاد، مترافقة مع أعمال حفر خندق بين المناطق المحررة ونظام الإجرام، يقوم بها النظام التركي و أدواته من قادة المنظومة الفصائلية المرتبطة، مع حشودات للقوات التركية وفصائل الشمال المحرر، وأحاديث كثيرة عن موضوع فتح عمل عسكري على مناطق سيطرة قسد المتاخمة للحدود التركية.

أخبار وتصريحات كثيرة، بعضها يشحذ الهمم في نفوس الصادقين الذين مازلت لديهم فكرة إسقاط النظام، كأخبار انسحاب القوات الروسية من سوريا ولو جزئياً، وأخرى تدق ناقوس الخطر كونها تهدد مسار الثورة وتزيد في حرف بوصلتها عن المسار الصحيح، كأخبار حفر الخندق الذي يهدد استمرار الثورة ويزيد في الخطوط الدفاعية لنظام الإجرام، ويضع الثوار في المناطق المحررة في سجن كبير.

إن ثورة الشام لم تخرج لتقاسم أرض الشام مع نظام الإجرام، ولم تخرج لتقاسم فتات سلطة معه عبر الحل السياسي الأمريكي الخبيث، ولم تخرج لتحقيق مصالح أنظمة متآمرة على ثورتنا، ولم تخرج لإنشاء عروش مهترئة لقادة ضاعوا وأضاعوا بعد أن ارتبطوا وارتهنوا، فأصبحوا مسلوبي القرار يخدمون سياسة الداعم التركي دون أن يتخلفوا عنها قيد أنملة. فأصبحت أعمالهم بعيدة كل البعد عن مسألة إسقاط النظام، بل على العكس أصبحت تلك الأعمال جدار حماية إضافي للنظام المجرم، كحفر الخندق وتجميد الجبهات واعتقال من ينادي بفتحها تحت حجج واهية كاذبة، إضافة إلى حالات اقتتال بين الحين والآخر، وفتح معارك جانبية، إن كانت لا تخدم نظام الإجرام فهي بعيدة كل البعد عن مسألة إسقاطه، وهي إفراغ للجهود في غير مكانها الصحيح.

إنه لمن الطبيعي أن يصل حال الثورة إلى ما وصلت إليه، في ظل تأخر الناس في السير على هدى وبصيرة خلف قيادة سياسة مخلصة بات وجودها قراراً مصيرياً لمن أراد للثورة أن تنتصر وتتوج تضحياتها بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة. فوجود هذه القيادة وتبني الناس لها ولمشروعها هو بمثابة الخطوة المفصلية الفارقة التي توجه ثورتنا بالاتجاه الصحيح، قيادة واعية ومخلصة تكون بمثابة الرأس من الجسد لجسم الثورة، تحمل مشروعاً واضحاً من صميم عقيدة الأمة، مكتوباً ومفصلاً، يرسم معالم الطريق والخطوات العملية لتحقيق أهداف الثورة وثوابتها، بمقومات يرضى عنها الله ورسوله، بعيداً عن الداعمين وحبالهم وأموالهم المسمومة القذرة التي أوردتنا وأوردت ثورتنا المهالك ..

وها هو حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، يمد يده للثائرين منذ انطلاق الثورة بل من قبل انطلاقتها، ليجمع الجهود المخلصة المتفرقة ويوحدها على ما يرضي الله سبحانه، لتحقيق آمال الثائرين الذين تنبض قلوبهم بحب الإسلام والشوق للحكم به في ظلال خلافة على منهاج النبوة، وهي قادمة عما قريب بإذن الله، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل كل مخلص، ففي ذلك عز الدنيا والآخرة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز).


====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود