٢٠٢١١٢٢٢ ١٥٥٥٣١

 

إن الناظر اليوم لحال المسلمين في الشام وما يعانونه من ظلم وقهر واضطهاد وتشريد وتخاذل الغريب والقريب يؤكد ضرورة وقوفهم برهة من الزمن، للتفكير بما آلت إليه أوضاعهم بعدما كانت الغلبة لهم وبعدما كانوا على مقربة من تحقيق أهدافهم التي خرجوا من أجلها وقدموا في سبيلها الغالي والنفيس.

لقد نجحت أمريكا عن طريق ما يسمى بالدول الداعمة في كبح جماح الثورة ومصادرة قرارها عن طريق الدعم المسموم وربط قيادات الفصائل به فأصبحت فعليا هي المتحكم بالقرار فأوردت الثورة المهالك فبدأ الوهن يدب في الصفوف وبدأت الخسائر والانهزامات تلحق بنا بعدما كنا أصحاب المبادرة وكنا نهدد النظام في عقر داره.

نعم، لقد أوردت الدول الداعمة الثورة المهالك وحالت دون وصولنا لهدفنا بعد أن كبلت الفصائل وجمدت الجبهات وحاربت المخلصين ولم تكتف بذلك، بل فرضت علينا حكومات لا تختلف كثيرا عن حكومات النظام إلا في بعض القشور التي لا تذكر، فأخذت تضيق على الناس في جميع سبل الحياة والمعيشة عن طريق الضرائب والمكوس وغلاء الأسعار بغير وجه حق، والهدف من ذلك إشغال الناس عن قضيتهم الأساسية التي خرجوا من أجلها ودفعهم للقبول بما يطرحه الغرب علينا فيما بات يعرف اليوم بالحل السياسي ضمن قرار 2254 بناءً على مقررات جنيف.

فكان أن أوقعونا عملياً بين مطرقة النظام المجرم وبطشه وبين سندان الحكومات الوظيفية وأفرعها الأمنية التي عاثت فسادا لقمع أهل الثورة وتكميم أفواههم وثنيهم عن قضيتهم ودفعهم للقبول بأي حل يطرحه الخارج لتغيير الواقع في حدود مايرسمه هو لا ما يريده الثائرون.

فالحل يكمن بوعي أهل الشام، وتفكيرهم خارج الواقع السيئ الذي أوقعنا فيه أعداؤُنا لإحباطنا وتسريب اليأس إلى نفوسنا.

فلا حل إلا برفع الصوت في وجه هذه القيادات وهذه الحكومات الوظيفية، وسعي الأمة لاستعادة سلطانها وقرارها من مغتصبيه، بعد قطع جميع أشكال الارتباط الخارجي، والالتفاف حول قيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل مشروع خلاص أهل الثورة، وتأخذ بيدهم لتحقيق هدفهم المنشود. وبذلك نكون بإذن الله قد رسمنا الخط المستقيم ووضعنا أقدامنا على أولى خطوات النصر، فالفرصة لاتزال سانحة، والكرة في ملعبنا، والوقت عزيز فَلْنُرِ اللهَ من أنفسنا خيراً، ليرضى عنا وينصرنا سبحانه، فهو القائل في كتابه العزيز:(وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
علي الصالح