press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

24102021dawla

 

لقد خلق الله الإنسان وميزه بالعقل، فكونه مفكرا هو أهم ميزاته التي فطر عليها.
فلا بد للإنسان أن يُفعّل آلية الإدراك ليتمكن من فهم ما يحيط به من أحداث، بعد أن يفهم معنى هذه الحياة.
وحل العقدة الكبرى عنده حلاً صحيحا يقنع العقل و يوافق الفطرة هو الذي يُوجد عنده مفاهيم عن الحياة بأنها مخلوقة لخالق مدبرٍ تجب عبادته واتباع أمره ونهيه، ليكون هو المتحكم في سلوكنا وأفعالنا وأنظمة حياتنا بأكملها.

سأستهل المقال بما حصل معي أثناء مشاركتي في زراعة شجرة زيتون في أرض صخرية مع أبي وجدي حيث احتاجت زراعة شجرة واحدة الى تحمل المشقة و الى جهد كبير من أكثر من شخص.
فإذا كانت غرسة واحدة فقط لا تُذكر على هذه البقعة الصغيرة جداً من العالم تحتاج لهذا الجهد و المشقة حتى يتم غرسها، ومن ثم تحتاج لجهود إضافية ووقت أطول بكثير، قد يصل لأعوام، حتى تصبح شجرة مثمرة.
فكيف بمن يسعى لبناء دولة وحضارة، تقود العالم نحو النور والرفعة والسؤدد. دولة وكيان أمر الله بهما رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، بأن يقيمها ويستقيم على هذا الأمر ليقيم حكم الله وشريعته في الحياة، وفق طريقة ثابتة واضحة، استقام عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتم البناء وأثمر بعد تضحيات وسنوات طويلة لم يشغله شيء عنها، كانت مليئة بالعذاب والقهر، وصراع فكري بالعقيدة الإسلامية و ما انبثق عنها من أفكار مع أفكار الشرك و الكفر والجاهلية التي كانت سائدة حينذاك .
وفي الجانب الآخر، متوازياً مع الصراع الفكري، فقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم الكفاح السياسي مع الحكام والزعماء الذي أدركوا خطر الإسلام وأفكاره على مناصبهم و كراسيهم. فقد أبهرهم الإسلام بإشراقته السياسية وجرأته على نزع الحكم منهم وكسر كبريائهم وتسلطهم، ليكون أمر الله، المتمثل بالإسلام عقيدة و نظام حياة هو السائد مجسدا بدولة تطبقه و تحمله الى الناس رسالة هدى ونور و خلاص و عزة.

نعم إن بناء دولة هو بحاجة لتضحيات وصبر وعزيمة وإصرار، و فوق ذلك فإن إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة يتطلب الالتزام بالواجبات الشرعية و إلتزام بالطريقة الشرعية لأقامتها و الثبات على ذلك في أحلك الاوقات و أشد الظروف مهما تنوعت المغريات او اختلفت الظروف.
وعلى العاملين لإقامة هذا الواجب العظيم أن يدركوا بعض الحقائق ومن أهمها:

أولا: بناء دولة يعني السعي لإقامة خلافة وإيجاد خليفة وإمام للمسلمين والحكم بما أنزل الله الذي هو فرض عظيم مسطور في كتاب الله، وفيه الوعد والوعيد، بل وسخط الله وغضبه لا يرفع عن الأرض إلا بأن تكون شريعته هي المطبقة والحاكمة والفاصلة.

ثانيا: إن بناء الدولة هو فرض كونه ينقل الدار التي تحكم بغير أحكام الإسلام الى دار تحكم بالإسلام، وهذا بحد ذاته فرض عظيم، وإثم تَرْكِه يعم الجميع عدا العاملين. فلا بد من تحويل الدار من دار كفر إلى دار إسلام، ولا يكون ذلك إلا بدولة وخلافة تطبق الإسلام وتبايع الأمة فيها خليفة يحكمها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن رضا و اختيار ..

ثالثا: يتطلب بناء دولة صبرا كبيراً وأناساً متميزين، يفقهون القرآن والسنة بعيداً عن لوثات الأفكار الدخيلة والتأثر بالواقع الفاسد، ولو بجزئية واحدة. بل هم أناس مفكرون مبدئيون و سياسيون من وجهة نظر الإسلام، يتبنون مصالح الناس ومعالجة مشاكلهم من مشكاة الوحي وحده، دون تبديل أو تحريف أو ترقيع. فهم جزء من أمتهم ويعملون لنيل رضوان الله من خلال ذلك.

رابعا : بناء دولة أمر عظيم يحتاج لجهود جبارة، وهي على عاتق كل مسلم.
فهي لا تقام بيوم وليلة، ولا تقام ونحن ننتظر، ولا تقام والخوف يخلع قلوبنا..
ولا سبيل لإقامتها دون مشقة وصبر وتحمل أذى واجتياز كثير من الصعوبات والحواجز التي تعترض طريق العاملين، وأول العاملين لها هو رسول الله الذي تعرض لكل هذا العذاب و المشقة، فلسنا أعلى منه مقاما "حاشا لله"، حتى ننأى بأنفسنا عن العمل ونتواكل، فنخسر دنيانا وآخرتنا، والعياذ بالله، بتركنا لما فيه صلاح الدارين، وبل أعظم من ذلك إرضاء الله ربنا الذي دونه النفوس والمهج والأرواح.

خامسا: إن بناء الدولة لا يكون إلا بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز اتباع غير طريقته، فهي فرض من الله على رسوله، وبالتالي فرض على المسلمين، كما هو فرض عليهم أن يصلوا ويصوموا ويحجوا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سادسا : واستكمالا لطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عمل بها على إيجاد كتلة صلبة رسخ فيها الطريقة المبدئية في التفكير وثقفها، فأصبحت واعية قوية تحمل ثقافة الإسلام وأفكاره بنفوس مخلصة وقريبة من ربها وأمتها، ثابتة راسخة لا تتنازل ولا تساوم ، وعليه تكون الكتلة متمثلة بحزب سياسي يقتدي بحزب محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم في كل خطوة، حزب سياسي مبدؤه الإسلام وطريقته طريقة رسول الله، ومشروعه واضح مفصل مستنبط من القرآن والسنة، يبرئ الذمة أمام الله وأمام الأمة والعالم، بسعي دائم لإقامة دولة تستأنف الحياة الاسلامية التي بدأت في المدينة على يدي خير البرية ..

أيها المسلمون أينما كنتم:
ها أنتم تدركون حقاً أنه لا خلاص لكم مما أنتم فيه من انحطاط وتقهقر وتسلط الغرب الكافر وعملائه عليكم، ولا سبيل لإرضاء الله ورفع سخطه عن الأرض، إلا بإقامة حكم الإسلام عن طريق إقامة دولة الخلافة، وفق طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم. وها هو حزب التحرير يواصل ليله بنهاره، يقدم بين أيديكم مشروعاً مستفيضاً نيّراً من المحجة البيضاء، يريم خارطة الطريق لبلوغ المراد. فقولوا كلمتكم واجهروا بصوتكم، لنقيم معاً دولة ترضي الله ورسوله والمؤمنين، وفي ذلك عز الدارين بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمد حميدان