press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣١٩ ١٣١١٤٠

يسأل سائل:
لماذا تسلط الظلم والبغي على رقابنا؟
لماذا كل هذه الحرب البشعة على من قال كلمة الحق وصدع بها ولم يخشَ في الله لومة لائم؟
لماذا نقصف ونسجن ونعذب ويضيق علينا حتى في لقمة العيش؟
لماذا نحن المسلمون أضعف الناس، والكفار وأعوانهم من الحكام هم المسيطرون والمتحكمون بكل شيء؟
لماذا ولماذا ولماذا...

الجواب أخبرنا به ربنا جلت قدرته وعز ملكه وسلطانه بكلام مختصر يصف حالنا ويجيب على كل التساؤلات، فقد قال جل جلاله {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاىَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقٰى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ الْقِيٰمَةِ أَعْمٰى}

فما هو الذكر الذي أعرضنا عنه لنعيش هذه الحياة المضنية؟
لقد بين لنا ربنا سبحانه وتعالى ما هو الذكر المقصود في الآية، فقال في آية أخرى: {ذٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْءَايٰتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ}، وقال: {وَقَالُوا يٰٓأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}

هذه بعض الآيات التي تدل على الذكر وتبين معناه، فالذكر هو كتاب الله ونهجه وهديه وشريعته التي أرسل بها رسولنا عليه الصلاة والسلام ليحكم الناس ويسير أمورهم وشؤونهم بها ويطبقها عليهم.

نعم نحن نصلي ونصوم ونزكي، فهل هذا اتباع للذكر!؟
لا يكفي ذلك فهذا جزء من الشريعة التي لا تتجزأ، فهذه عبادات فردية لا تجعل الشريعة الإلهية تطبق على الناس، إنما إقامة الخلافة وتحكيم شرع الله وإقامة دينه كاملاً، هو اتباع الذكر، ليكون العيش الهنيء في ظل الإسلام.

كيف لشريعة الله الذي يقول فيها ربنا في الحديث القدسي "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" كيف لهذه الشريعة التي أمرنا الله بها أن تظلم أحد، مسلما كان أو كافرا!
وهل سمي عمر بن الخطاب فاروقا إلا لأنه اتبعها وطبقها بكل إرشاداتها وتعاليمها؟
وهل صرنا سادة الأمم إلا عندما التزمنا بها ونفذنا أوامرها؟
وهل دخل الناس في دين الله أفواجا إلا عندما رأوها مطبقة ولمسوها في حياتهم؟

إنها شريعة الله وخلافته في الأرض لا سواها. إنها الخلافة الإسلامية والتي مرّ على إسقاطها مئة عام هجرية على يد الغرب وأداته مصطفى كمال.
إنها الخلافة التي غابت عن واقعنا كل هذه السنين الطوال.
خلافة قال في ظلها الفاروق: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).
خلافة قال فيها الرشيد مخاطبا الغيمة في السماء: "أمطري حيث شئتِ فخراجك عائد إلي".
خلافة وعد بها الله ووصف من أعطاه إياها استخلافا وتمكينا في الأرض، فقال عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضٰى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًٔا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُولٰٓئِكَ هُمُ الْفٰسِقُونَ}. فهي التمكين في الأرض وهي الأمن بعد الخوف وهي العدل بعد الظلم وهي الرحمة بعد العذاب.
خلافة بشر بها عليه الصلاة والسلام بقوله في الحديث الطويل:

فإلى من يريد الخلاص من معيشة الضنك ويحيا حياة طيبة في الدنيا والآخرة فليعمل لهذه الفريضة العظيمة أو ينصر العاملين لها ويقف في صفهم لينال رضوان الله ورفعة رفع بها من سبقنا من الصحابة الذين عملوا لها.

وإنها لقائمة إن شاء الله وإن وعد الله نافذ وبشرى رسوله محققة لا محالة، فلا تكن من المتقاعسين والمقصرين بل كن مع العاملين المخلصين يرحمك الله. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.

======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
نور الدين الحوراني