press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣١٠ ٢٠٣٠٥٥

 

تمر علينا أيام شهر رجب وتحمل في طياتها ذكرى مؤلمة للمسلمين حصلت قبل مئة عام وبالتحديد في الثامن والعشرين من شهر رجب عام ١٣٤٢ هجرية، ألا وهي هدم الخلافة الإسلامية على يد المجرم مصطفى كمال.

أُسقطت الخلافة وسقط معها درع المسلمين المنيع وتبعها على الأمة الإسلامية من النكبات والويلات ما تبعها، وأصاب المسلمين ما أصابهم من ظلم وذلٍّ وقتل وتشريد، فإلى متى سيبقى المسلمون على هذا الحال؟
ألا يمكن أن تعود دولتهم من جديد وتخلصهم من هذا الواقع المرير؟

ولمعرفة ذلك تكفينا نظرة إلى واقع المسلمين اليوم وإلى واقع الغرب الذي قام بهدم دولة الخلافة. فالأمة الإسلامية اليوم بدأت الحركة تدب في جسدها بعد سُبات طويل وبدأ المسلمون يطالبون بحقوقهم التي أكتشفوا أنها سرقت من بين أيديهم وأدركوا أن حكامهم ما هم إلا مجرد عملاء للغرب تم وضعهم لكبت الشعوب وترويعها وسرقة مقدراتها وحقوقها ولإشغالهم برغيف الخبز وزرع الخوف والرعب في قلوبهم بإحكام القبضة الأمنية حتى صار المرء لا يجرؤ على الحديث أمام جاره.

لكن هبت رياح التغيير وثارت الشعوب على حكامها الخونة العملاء وحصل الشرخ بين الأمة وحكامها؛ واليوم الأمة بعد الثورات لم تعد مثل قبلها ولن تكون مثل قبلها.
فلم يعد المسلمون يرضون بالذل والخنوع وأصبحوا يعرفون ما هي حقوقهم وبقي فقط أن يعرفوا الطريق ويتبنوا المشروع الذي يوصلهم لحقوقهم واسترجاع دولتهم وعزهم.

أما واقع الغرب فالإتحاد السوفيتي ومبدؤه الشيوعي سقط منذ ٣٢ سنة والمبدأ الرأسمالي الذي يعتنقه الغرب آخذ إلى زوال بإذن الله حيث بدأ بالترنح، فها هو الغرب المنتفخ نراه من الداخل مهترئ وضعيف حتى صارت تظهر للعلن تصريحات بحثه عن هويته التي احترقت، وها هو اليوم يحتاج لمؤثر خارجي بسيط فينهار تماماً، فالديون على الأنظمة أصبحت بأرقام خيالية والشركات الكبرى على عتبة الإفلاس لولا القوة السياسية للغرب، كما أن طباعة الدولار بدون تغطية ذهبية وبمبالغ خيالية ستكون له نتائج كارثية قريبا على تركيبة المنظومة الرأسمالية التي استفردت بحكم العالم بعد غياب شمس الخلافة.

والأحداث التي حصلت في مبنى الكونغرس من هجوم أنصار ترامب دليل واضح على تصدع النظام الديمقراطي الذي صدعوا رؤوسنا ورؤوس شعوبهم به وأمريكا قبل هذه الحادثة ليست كما بعدها.
كما صار واضحاً أن الشعب الأوربي قد فقد ثقته بهذا المبدأ المتعفن من الداخل ولعل جائحة كورونا هي التي كانت القشة التي فضحت عفونة هذا المبدأ، وكل هذا يعتبر مقدمة انهيار لهذا المبدأ وذاك النظام المنبثق عنه.
والنظام البديل هو النظام الإسلامي لأنه النظام الوحيد الذي يحقق الإستقرار والسعادة للبشر ويضمن حقوقهم ومصالحهم ويوافق فطرة الإنسان ويملأ القلب طمأنينة.

هذا من ناحية الواقع أما من ناحية البشريات فهي عندنا دين وعقيدة وقد وردت في ديننا الاسلامي بالقرآن والسنة؛ فلقد وعد الله المؤمنين بالاستخلاف بعد العمل الحثيث الرامي إلى تطبيق شرع ربنا حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

فدولة الإسلام قادمة قريبا بإذن الله وستكون قوية منيعة قادرة على الصمود أمام أعتى أنظمة الكفر في العالم وستكون قائمة على نهج النبوة كما بشر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا قوله وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فقد بشرنا سيدنا محمد بعودة الخلافة الراشدة الثانية بعد الحكم الجبري الذي يحكمنا في أيامنا هذه، فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء الله أن يرفعها،ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت).

وقد بشر الرسول بفتح روما واسطنبول وقد تحققت بشرى فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح ولم تتحق بشرى فتح روما بعد، وهي ستفتح بإذن الله بعد قيام الخلافة الراشدة الثانية، روى الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عمرو قال:(بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بل مدينة هرقل أولا )ـ يعني القسطنطينية.

فالخلافة قادمة بإذن الله ولا شك في ذلك، فيا أبناء الأمة إن هذا الدين منصور بنا أو بدوننا فهبوا لنكون في السفينة ونعمل على إقامتها فننال عزَّ الدنيا وخير الآخرة نرضي ربنا ونرهب عدونا ونعيد أمجاد أمتنا الإسلامية، فالمطلوب اليوم الرجال الرجال للعمل على إقامة الخلافة ونصرة الدين وتحكيم شرع الله في الأرض.

 


=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
حسام الإبراهيم