press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣١٠ ١٢١٨٤٠

 

في كل يوم تظهر انتكاسة جديد أو أزمة للحضارة الغربية العفنة، ويظهر وينكشف عوارها وفساد معالجات النظام الرأسمالي لكل ذي عينين بعد أن كان مفضوحا ومكشوفا لكل ذي عقل مستنير.

و على الرغم من المحاولات المتكررة من مفكري العالم الرأسمالي ودوله لابتكار خطط، أو ترقيعات لمعالجة ما يواجهونه من أزمات فكرية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، إلا أن الحضارة الغربية لا تزال تسير في طريق الانحدار ويفقد أبناؤها إيمانهم بها حتى اعترف مفكرو الرأسمالية وساستها بفشلهم في وقف الانحدار الحاصل وبفشل الخطط التي يضعونها لمنع ذلك، وهذا دليل ساطع على مدى الانهيار الذي وصلت إليه الحضارة الرأسمالية والدول القائمة على هذا المبدأ.

لقد فقدت الشعوب الغربية إيمانها بالمبدأ الرأسمالي ولمست فشل معالجته واكشتفت الخديعة الكبرى التي كانت تعيشها طوال سنين مضت، خديعة الديمقراطية الكاذبة التي يتحكم بها أصحاب رأس المال وأصحاب السلطة والقرار. فما إن تخرج هذه الشعوب لتحتج وتطالب بحقوقها وتسعى للتغيير حتى ترى العقلية المتسلطة والمستبدة تبرز لتسكت أفواههم بالحديد والنار.

فضلا عن أن المعالجات الرأسمالية القاصرة هي التي تسبب الأزمات فقد رأينا جميعا انهيارات اقتصادية حدثت منذ أكثر من عشر سنين، ورأينا في فرنسا أيضا انتفاضة جماهيرية سميت بالسترات الصفراء والتي خرجت تطالب بالتغيير والإصلاح، وأما في أمريكا المجرمة والتي نأمل أن تكون نهايتها قريبة بإذن الله، فقد شهدنا فيها ثورة كاسحة في مناطق متعددة منها تطالب بالعدالة والتغيير بعد مقتل رجل أمريكي أسود خنقته ركبة رجل شرطة أبيض، لم يأبه لمناشدات الناس الذين كانوا من حوله فتحركت قوافل الجيش الأمريكي بعقليتها المتجبرة وغطرستها إلى الشوارع والساحات شأنها كشأن عملائها المجرمين في بلاد المسلمين، كيف لا وهم الذين يعلمونهم القتل والإجرام وسفك الدماء.

وقد بدأ التصدع الداخلي يظهر على شعوب هذه الدول فالانقسام الداخلي في أمريكا ظهر جليا في الانتخابات الأمريكية الأخيرة وهذا ينم عن حالة الأزمة العميقة الفعلية التي تعيشها أمريكا المجرمة، وأما الاتحاد الأوروبي فليس بأحسن حالاً.

نعم هذا هو حال الدول الغربية وحال شعوبها البائسة التي تشهد أفول نجم هذه الحضارة التي ملأت العالم أجمع بالقتل والظلم والاستبداد والقهر. وباتت الأرض تتشوق لمن ينقذها من هذا النظام الرأسمالي المتوحش.
بالمقابل لو نظرنا إلى العالم الإسلامي وحال شعوبه نرى بشارات عظيمة، فشعوب العالم الإسلامي تتوق إلى تحطيم قيود العبودية والتخلص من الظلم والاستبداد الذي تعيشه والانعتاق من ربقة الاستعمار الغربي الذي لا زال ممسكا بخناق هذه البلاد ويمنعها من التفلت من يده عبر الحكام الرويبضات التي تأتمر بأمره وتنفذ مايمليه من أوامر حتى لو وصل بها إلى القتل وسفك الدماء وتدمير البلاد وتهجير العباد فهذا كله ليس في حسابات الدول الغربية المتوحشة التي تدعي زورا وبهتانا الديمقراطية وتنادي بحقوق الإنسان صباح مساء.

إن العالم الإسلامي اليوم أدرك بعد ثورات الربيع العربي أن صراعه ليس مع حكامه المجرمين العملاء بل مع الغرب المجرم المتمثل بأدواته الموجودة في بلاد المسلمين وبدأت تتوضح أمامه معادلة التغيير الصحيحة بأن تغيير هذه الأنظمة لا يكون تحت سقف المجتمع الدولي الذي يحمي وجوده وحكامه في بلادنا بل في التحرر والخضوع لله وحده دون سواه، وهذا لا يكون إلا بوجود مشروع حضاري ينبع من صميم العقيدة الإسلامية، مشروع يكون منقذا للبشرية جمعاء، مشروع تحمله قيادة سياسية واعية باتت اليوم أقرب إلى الناس أكثر من أي وقت مضى، بعد أن انكشف زيف كثير من الطروحات التي ثبت فشلها واقعا وحقيقة والتي ربطت التغيير بمساعدة المجتمع الدولي أو بعض دوله، فهي تطلب العون والمدد من الدول الغربية لمساعدتها في تغيير عملائها ونواطيرها.
فهؤلاء سقطوا بعد أن سقطت مشاريعهم وأفكارهم الضيقة التي لم تتسع لما يطمح له المسلمون من قيام دولة تطبق عليهم نظام الإسلام وترعى شؤونهم بشريع ربهم وفي ذلك خلاصهم وعزهم ومجدهم.
وهذا لن يكون إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية التي نعيش الذكرى المئوية لسقوطها على يد المجرم مصطفى كمال عام 1342هجريا.

نعم سترجع الدولة التي بشر بها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ولن تستطيع هذه الدول الغربية الوقوف في وجهها لضعفها وهوانها وكثرة الأوراق التي تستطيع دولة الخلافة استخدامها للضغط على هذه الدول اقتصاديا وسياسيا وعسكرياً.
لقد اقترب انهيار حضارته الغربية المتوحشة التي عانى منها البشر والشجر ، واقترب بزوغ فجر حضارة الإسلام ثم سطوع شمسها لتنشر نور وعدل الإسلام في أرجاء المعمورة، وإن هذا كائن لا محالة وقد أصبح هذا اليوم قريبا بإذن الله، فطوبى لمن كان من العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ووضع يده بيد إخوانه من حزب التحرير لإقامة هذا الصرح العظيم.

#أقيموها_أيها_المسلمون

=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
شادي العبود