press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

5122018raya

 

 

لن ينسى أهل درعا يوم 18/03/2011 يوم أشعل أطفالهم أعظم ثورة بأصابعهم، ثورة كادت تنحني هامات الأمم والشعوب احتراماً لها على ما قدمته في سبيل خلاصها من أعتى الأنظمة ديكتاتوريةً وإجراماً.

ولن ينسوا يوم 25/03/2011 يوم خرج أهالي قرى حوران (بعضهم حفاة) سيراً على الأقدام يحملون المؤن والطعام إلى أهالي درعا حال وصول نبأ حصار درعا إلى مسامعهم فاجتمعوا في ساحة الصنم وأسقطوا الصنم وعبادة الصنم.

ولن ينسى أهل حوران حشوداً من إخوانهم في دمشق وحمص واللاذقية وإدلب والجزيرة وغيرها خرجوا إلى الشوارع يؤازرونهم ويهتفون "بالروح بالدم نفديك يا درعا" لم يأبهوا لما قدموه من تضحيات جسام ليكونوا مع أهل درعا في خندق واحد لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.

أما ما تحتاجه الثورة لتصل إلى هدفها فثلاثة أمور لا بد منها وإلا فشلت بعد تدمير البلاد:

أولاً: تحتاج لمشروع موصل لهدف تختاره وتسير عليه حتى تضمن السير الصحيح.

ثانياً: تحتاج لقيادة سياسية واعية مخلصة ترشدها إلى طريقها، وتوعيها عند كل عقبة أو خطر لكي تتابع طريقها إلى هدفها.

ثالثاً: تحتاج الثورة لقوة عسكرية تؤازرها، وتعطي النصرة لقيادتها السياسية فتزيل العقبات من أمامها وتسقط النظام المجرم في عقر بيته في دمشق، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضه.

لم يعِ أهل حوران على ضرورة أن يكون للثورة قيادة سياسية ولم يعوا على ضرورة أن يكون للثورة مشروع موصل للهدف تسير عليه.

لم يقدم أحد للثورة المشروع الذي يلزمها إلا حزب التحرير الذي وضع لها منذ باكورتها خريطة طريق لتسير عليها فلو تعاون الضباط في كل قطعة عسكرية مع الثوريين ومع من انشق من الضباط ثم رتبوا أمورهم ليكونوا من يستلم زمام الأمور في كل قطعة عسكرية ثم انقلبوا على أتباع النظام ووضعوا القوة التي يملكونها في حماية أهلهم وثورتهم ونظموا صفوفهم لقتال أعوان النظام لكانوا خيرة نصرة لأهلهم وثورتهم.

ومع تغير ميزان القوى لصالح الثوار عام 2014 قدم حزب التحرير الورقة السياسية الثانية لتكون طريقا تسير عليه الثورة حتى تصل إلى هدفها ووضعه بيد كل فعالية وكل قائد وكل صاحب رأي في الثورة علّهم يعملون لتهتدي الثورة إلى طريقها الصحيح.

ثم عاد الحزب ليرسخ في الثورة ما يلزمها من الثوابت لكي لا تنحرف مسيرتها بفعل رياح الدعم وماله السياسي القذر فوضع ثوابت الثورة التي لو رسخت فإنها تضبط سيرها على مسارها الصحيح وهي:

1-إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه.

2-التحرر من التبعية للدول وقطع الصلات والاتصالات معها.

3-إقامة خلافة على منهاج النبوة.

ثم تابع الحزب عمله ليبذل لها كل ما تحتاجه الثورة من كشف للطريق أمامها وفضح للعملاء المرتبطين بأعدائها وتسليط الضوء على المؤامرات التي تحاك للقضاء عليها وتعرية المؤتمرات من جنيف إلى أستانة بكل أرقامها وسمومها المدسوسة.

فكل ما يلزم الثورة من أعمال القيادة السياسية قدمها الحزب للثورة لكي تبقى مستمرة على طريقها نحو هدفها ولكن الدول وهي العالمة بتفاصيل ما يجري سارعت محاولة إيجاد قيادة سياسية للثورة من رجالاتها وممن يمشون في ركابها أو خلف ما تقدمه لهم فكان الائتلاف وهيئاته لكن لم ينقد الناس له.

ثم سارعت الدول بالدعم والتمويل لشراء ذمم الكثير من قادات الفصائل كي تتحرك بأوامر الداعمين وتوجيهاتهم.

أما المشروع الذي كانت الدول تسعى له فهو القضاء على الثورة وإعادة المناطق ثانية إلى حضن النظام.

ولما تتابعت المؤتمرات من جنيف1 إلى أستانة 8 وتوقفت الجبهات بخفض التصعيد وبدأت خطة حلف النظام لينفرد بمنطقة دون منطقة وكان قادة الفصائل من قبل قد وقعوا على تسليم المناطق وتنفيذ الموقع عليه فيها، عندها اشتد الأمر على الثورة فكان الحزب النذير العريان قدم للثورة كتاباً مفتوحاً يحذر وينذر من خطر داهم يحيق بالثورة للقضاء عليها وقدم الحلول المناسبة لكي ينقذها من الهلاك. هذا الكتاب المفتوح وصل لكل قائد وشيخ ووجيه ولكل فعالية في المجتمع على امتداد ثورة الشام.

نعم لم ينس أهل درعا اليوم الذي أعطوا فيه الضوء الأخضر لقبولهم بخفض التصعيد ولو اشترطوا له إشراك الغوطة فيه.

ولم ينسَ أهل درعا انقسامهم بعد حلول خفض التصعيد وعدم اجتماعهم بسببه على مواصلة المعركة.

لم ينسَ أهل درعا ما بذله أهل حوران للبنيان المرصوص مالاً ودعماً احتضاناً له إذ إنه كان برأيهم الفصيل الوحيد الذي قراره غير مرهون بالدول.

ولم ينسَ أهل حوران كيف ساعدت الأردن النظام المجرم فضغطت على فرقة العشائر فأدخلت جيش النظام المجرم إلى اللجاة المنطقة العصية وفصلتها عن حوران وكانت مغارة للمجاهدين لا يقدر عليها النظام.

ولم ينسَ أهل حوران أثناء معركة بصر الحرير حيث القادة في الأردن مجتمعين مع مندوبي الدول يعرضون عليهم تسليم بصر الحرير والمعبر لم نعلم ردهم ولكنهم في اليوم الذي رجعوا فيه إلى فصائلهم كان سقوط بصر.

لم ينسَ أهل حوران كيف كان مئات من المجاهدين يجتمعون في المخيمات وسلاحهم بين أيديهم لكنهم ضائعون تائهون ينتظرون قيادة يلتفون حولها ليعودوا إلى ساحة المعارك حيث تتوق نفوسهم، لكنهم كانوا يتجرعون المرارة، ينظرون إلى البلاد حولهم يعاينون سقوط الواحدة تلو الأخرى.

لم ينسَ أهل درعا أن الأردن هي من همست في آذانهم أن يجلسوا على طاولة المفاوضات مع الروس وكذبت عليهم أن الروس لم يعد بإمكانهم المضي أكثر من عشرة أيام في حملتهم، فانخدعوا لها.

ولما جلس من يمثل أهل درعا على طاولة المفاوضات مع الروس بدأت القرى والمدن تفاوض وتوقع على التسويات وتدخل النظام المجرم وجيشه إلى البلاد. ويقولون في أنفسهم هؤلاء أهل درعا جلسوا مع العدو الروسي فهل نحن أكثر ثورية منهم؟ فكان جلوسهم سبباً لجلوس غيرهم وقبولهم بالتسوية سبباً لقبول غيرهم.

لم ينسَ أهل حوران كيف ذابت الفصائل وضاع أبناؤها من المجاهدين بعدها وكيف دخل النظام المجرم إلى البلدات تباعاً بالتسويات بعد أن لم يكن يحلم أن يدخلها بالمعارك.

لم ينسَ أهل حوران كيف تركت الفصائل مستودعات من الأسلحة والعتاد والذخائر وقد كانت تكذب على أهلنا أنها لا تمتلك شيئا لفتح المعارك وإذ بها تمتلك ذخائر لتحرير دمشق، استولى عليها النظام المجرم.

لم ينسَ أهل حوران كيف فرضت عليهم تسويات الذل ومصالحات العار وهم شعلة الثورة وطليعتها.

نعم لم ينسَ أهل حوران ذلك، واليوم حوران تعلم أن النظام المجرم قد غدر بها وأهلها بين مرارة ما حصل والخوف مما قد يحصل؛ فالاعتقالات مستمرة والشباب مطلوبون للخدمة الإلزامية وموعودون ليكونوا وقود معركة إدلب.

وأما الحالة المعيشية فلم يتغير فيها شيء لصالح أهلنا بل النظام المجرم يسعى لإفقار الناس والضغط عليهم فقد نهب منهم كل الممتلكات وباعها، بل زيادة في التنكيل فقد كان يطلب من الناس أن يحملوا أغراضهم في شاحنات ضباط النظام بدل أن يتكلفوا بجلب عمال للتحميل.

لكنا اليوم نرى يقظة في وسط الشباب بدأت تتنامى حيث السلاح بين أيديهم ما يزال وعناصر النظام المجرم من حولهم يعيشون في خوف ورعب.

فلئن نظم المقاتلون صفوفهم بعيدا عن الارتباط مع الدول وقاتلوا حقا في سبيل الله فنصر الله لا شك قريب منهم كما وعدهم.

ولئن طالت بهم الغفلة وشطت بهم الحسابات فإن عدوهم قد يرمم نفسه ويستحكم بهم فهو يتوعدهم ويهددهم ولا يخفي نواياه ضدهم.

وليتذكر أهل حوران أن الفرصة اليوم فرصتهم فلئن قوي النظام فسوف تكون نهايتهم ولئن بادروا هم بثورة جديدة فسوف تكون نهاية النظام في حوران على أيديهم وسوف يعودون من جديد في طليعة الثورة وسوف تمشي معهم مناطق عديدة في كل ربوع الشام.

فيا أهل حوران استخلصوا النتائج والعبر مما مضى فلن تنجحوا ثانية إن لم تتخذوا حزب التحرير قيادة سياسية لكم تدلكم على الطريق وتتخذوا مشروعه مشروعاً للثورة، عندها تعود الثورة مجددا على خطا صحيحة تسير نحو إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام خلافة على منهاج النبوة.

 

بقلم: المهندس كامل الحوراني 

المصدر: https://bit.ly/2APFXNm