press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

maqal020518

الرأي والرأي الآخر، الاستقلال، والحيادية، الدقة والمصداقية؛ كلمات طالما أرقتنا بها وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والمقروءة وكلها تدعي الحيادية وعدم الانحياز في تناولها الخبر وتغطيتها للأحداث.

لا يخفى على أحد مدى تأثير الإعلام وقدرته على برمجة العقول وصياغتها صياغة معينة لتحقيق أهداف محددة؛ وخاصة مع انتشار وسائله المتعددة وابتكار أساليبه المتنوعة في الوصول إلى الهدف المنشود؛ وخاصة عندما تتضافر الجهود لوسائله المتعددة لتوجه سهامها في توقيت واحد نحو هدف معين.

هذا ما حصل مع وسائل إعلام تدعي الثورية والحرص على أهل الشام عندما شنت حملتها المسعورة على حزب التحرير والخلافة بعد المسيرة اللافتة للنظر التي قام بها الحزب في مدينة إدلب بتاريخ 22/4/2018م والتي لم تستطع وسائل الإعلام التغاضي عنها؛ وهي التي طالما أدارت ظهرها لنشاطات الحزب اليومية في شرق المناطق المحررة وغربها منذ بداية الثورة وحتى الآن، وما ذلك إلا لتشويه صورته في محاولة لإبعاد أهل الشام عنه وخاصة بعد أن بدأ يحظى بشعبية بين أهل الشام نتيجة لمواقفه الثابتة وخطاباته الصادقة التي أثبتت صحة رؤيته وصدق خطاباته للقاصي والداني، فحزب التحرير هو أول من حذر أهل الشام من خطر المال السياسي القذر؛ وهو أول من حذرهم من خطر الهدن والمفاوضات؛ وهو أول من حذرهم من خطر المؤتمرات (جنيف و أستانة وغيرها...)؛ وهو أول من دعا إلى كسر الخطوط الحمر؛ وهو الوحيد الذي حمل مشروعاً سياسياً منبثقاً عن عقيدة الأمة الإسلامية (مشروع الخلافة العظيم) بديلاً عن الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي؛ ودعا إلى التوحد على أساسه، وهو أول من بين أنه لا بد من وجود قيادة سياسية واعية ومخلصة، كيف لا وهو بحق الرائد الذي لا يكذب أهله.

وكان لا بد من إيراد بعض الافتراءات التي مني بها حزب التحرير على وسائل الإعلام التي تدعي المصداقية والثورية وذكرها بالاسم حتى يتسنى للجميع معرفة حجم المؤامرة التي تتعرض لها ثورة الشام بشكل عام وحزب التحرير بشكل خاص، فقد أوردت عنب بلدي على موقعها الرسمي في تقريرها الذي أعده طارق أبو زياد ما يلي: "على مستوى سوريا، بدأ نشاط الحزب لأول مرة في مدينة حلب عام 2013، من خلال افتتاح مكتب في المدينة وتنظيم المظاهرات وغيرها من النشاطات". ولو بحث الكاتب قليلاً لعلم أن الحزب بدأ نشاطه في سوريا منذ أواخر الخمسينات، وسجون طواغيت الشام شاهدة على ذلك، ثم أدرج في تقريره مغالطات تضليلية حيث قال: "يملك الحزب إذاعة تبث في الشمال السوري، ويقوم بتقديم البرامج والأخبار معتبرًا الدول أنها ولايات تتبع له، كأن يبثّ خبرًا عن "إمارة إدلب في ولاية سوريا"، حسب توصيف الإذاعة"، وهذا تضليل واضح؛ فالحزب لا يعتبر الدول ولايات تتبع له وإنما هو تقسيم إداري خاص بالحزب ولم يطلق على إدلب كلمة إمارة فهذا افتراء؛ ولا يسعى لأن يقيم الخلافة في إدلب ولا في غيرها من المحافظات وإنما هدفه إقامة الخلافة على أنقاض نظام طاغية الشام، وهذا مدون في بياناته الرسمية بشكل مستفيض.

وأيضا ما حصل في اللقاء الذي بثته قناة الأورينت الفضائية في برنامجها "هنا سوريا" والذي كان موضوعه حزب التحرير وما أحاط هذا البرنامج من إجراءات؛ حيث لم يتم إبلاغي بموعد اللقاء إلا قبل ساعة تقريباً؛ وكان يستلزم علي الوصول إلى الأستوديو قبل اللقاء بنصف ساعة تقريباً، فلم يتبق لي سوى نصف ساعة لأتجهز للقاء بالإضافة إلى مسافة الطريق، كما أنني لم أخبر بأسماء الضيوف ولم أكن أرى الحلقة على الشاشة؛ فلم أشاهد المذيعة ولا الضيوف، حتى الصوت لم يكن واضحاً ولم أسمع المداخلة الأولى نهائياً؛ وباقي المداخلات كانت تصلني جملٌ منها بسبب رداءة الصوت والضجيج الذي رافقه، هذا من الناحية الفنية والتقنية، أما من ناحية نوعية الضيوف فواضح أنها اختارت ضيفين خصمين لحزب التحرير وللخلافة ولم تستطع المذيعة إلا أن تشاركهم في الهجوم على الحزب والتحريض عليه، حيث طلبت بصيغة السؤال من الفصائل أن تجد حلا لحزب التحرير!

تلفزيون سوريا أيضا كان محاربا في برنامجه (ما تبقى) ضد حزب التحرير لمقدمه معاذ المحارب؛ الذي حارب بأسلوب السخرية للتقليل من شأن الحزب ودعوته لإقامة الخلافة الراشدة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى وبشر بها رسوله الكريم محمد ﷺ، كما حاول تصوير الحزب أنه جديد على الساحة السورية وأنه يريد إقامة الخلافة في إدلب، وكل ذلك افتراء وتضليل ولكن الصراخ يأتي على قدر الألم، وما هذه الحملة إلا دليل على ثقل الحزب الذي طالما حاولوا التقليل من شأنه بمختلف العبارات.

إن حزب التحرير واضح وضوح الشمس في رابعة النهار؛ واضح في هدفه وواضح في طريقة عمله وواضح في شبابه، كان ولا يزال وسيبقى يعمل بين الأمة ومعها حتى تقام الخلافة الراشدة التي بشر بها رسول الله ﷺ؛ والتي تعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم فتعود الأمة الإسلامية كما كانت خير أمة أخرجت للناس؛ ويعود للمسلمين إمامهم الذي يتقون به من إجرام المجتمع الدولي وأذنابه من حكام المسلمين العملاء.

وأخيرا إن ادعاء الحيادية وعدم الانحياز هو أكبر كذبة مني بها الإعلام، وبهذا فقد مصداقيته التي طالما تغنى بها فلا يوجد إعلام حيادي أو غير منحاز، فوجب على المسلمين عامة وأهل الشام خاصة أن يتحروا الخبر وأن يتبينوا صدقه حتى لا ينطبق عليهم قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ أحمد عبد الوهاب بتاريخ 2 أيار/مايو 2018
المصدر: https://bit.ly/2rdq4eJ