press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ahdath080118

ومضات: حقق الغرب الكافر بالأعمال السياسية ما لم يستطع تحقيقه بالأعمال العسكرية

 

لقد شاهد الجميع ما نتج عن الهدن والمفاوضات، واتفاقيات خفض التصعيد، فقد استغلها طاغية الشام كلها لصالحه، فأخذ ينفرد بالمنطقة تلو الأخرى، يسيطر عليها أو يهجر أهلها، وها هو الآن يتقدم في قرى ريف إدلب قاصدا مطار أبو ضهور العسكري، ورغم ذلك لا توجد حتى الآن أعمال حقيقية من قيادات الفصائل تنهي هذه المهزلة، بل اكتفت باتخاذ موقف الدفاع بعد وضعية المزهرية، وهذا يذكرنا بسيناريو حلب، جمود للجبهات، تلاها قصف عنيف، ثم سقوط واستسلام.

يجب على قيادات الفصائل أن تفكر بجدية في إسقاط النظام، وأن تأخذ المبادرة فتكون هي صاحبة القرار في زمان ومكان أعمالها، فتكسر كل الخطوط الحمر التي رسمت بدماء أهل الشام، وتفتح كافة الجبهات، ولاسيما خاصرة النظام في الساحل، وخاصة بعد أن أعاد ثوار الغوطة ومجاهدوها إحياء النفوس في معركة "بأنهم ظلموا"، فكشفت هذه المعركة عن هشاشة النظام وخوره، رغم ضعف إمكانيات الفصائل المشاركة وقلة عددها، إلا أنها استطاعت أن تنجز ما عجزت عنه فصائل الغوطة الكبيرة، وهو التقدم في أكثر مناطق النظام تحصيناً، فسيطرت على مساحات واسعة على تخوم عقر دار طاغية الشام، بعد أن كان قبيل أيام من انطلاق هذه المعركة، يحاول إفراغ الغوطة من مقاتليها وثوارها، بترحيلهم إلى إدلب، وذلك لما للغوطة من ثقل وخطورة عليه.

ولم يعد خافياً على أحد أنه لو تحركت الفصائل الكبرى في الغوطة بجدية لكانت غيرت المعادلة، ولقلبت الطاولة على أعداء الإسلام، ولكنها آثرت إرضاء داعميها على حساب دماء أهل الشام، واكتفت بالعروض العسكرية وهي ترى معاناة أهل الغوطة، فوقفت متفرجة لا تحرك ساكناً، وخضعت لاتفاقيات الذل والعار، منتظرة مصيرها المحتوم، ظناً منها أنها ستكون بمنأى عن التصفية والقصف.

إن الأعمال العسكرية لا تكفي رغم أهميتها، فقد حقق الغرب الكافر بالأعمال السياسية ما لم يستطع تحقيقه بالأعمال العسكرية، فأغرق قيادات الفصائل بماله السياسي المسموم، وأسقطهم في مستنقع الهدن والمفاوضات واتفاقيات خفض التصعيد، فاستطاع استرجاع مناطق لم يكن يحلم باسترجاعها. فلا بد لهذه الثورة اليتيمة من قيادة سياسية واعية ومخلصة، توحد الجهود حول مشروع سياسي واضح ومحدد، منبثق عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فنرسم مستقبلنا بأيدينا، ونعيد مجد أمتنا التليد (خلافة راشدة على منهاج النبوة)، وما ذلك على الله بعزيز. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

 

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد عبد الوهاب
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا