press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ahdath031216

أحداث في الميزان: مظاهرات في المناطق المحررة لتصحيح المسار


الحدث:
وكالات: خرجت العديد من المظاهرات في كثير من المناطق المحررة في سوريا وقد طالبت الفصائل بالتحرك لفك الحصار عن حلب، كما طالبت الفصائل بالوحدة ونادى بعضها بإسقاط قادة الفصائل.

 

الميزان:

تدل هذه المظاهرات الغاضبة التي خرجت يوم الجمعة على أن الحس الثوري ما زال حيا نابضا وأن المسلمين في الشام لم ولن يتخلوا عن ثورتهم رغم كل ما اعتراها من أمراض وهفوات وكبوات وأنهم بدأوا يشعرون بفداحة الخطب وبدأوا يدركون أن الثورة ثورتهم وأنهم عمودها الفقري وأن الفصائل الأصل فيهم أن يكونوا حماة للثورة وخدما لها.
نعم لقد بدأ اهل الشام يدركون إلى حد ما الواقع المؤسف الذي وصلت إليه الثورة أي أعراض المرض من سكون للجبهات وحصار للكثير من المناطق وتهجير أهلها وثوارها منها والأ وضاع الأمنية السيئة وكثرة الاغتيالات والهدن المخزية والخطوط الحمراء التي لا تجرؤ الفصائل على تجاوزها وغيرها وغيرها الكثير من الأمراض ولكن المرض الأشد فتكا والذي يعتبره المسلمون ثالثة الأثافي هو تفرق الفصائل وعدم توحدها ملقين باللائمة على قادة الفصائل الذين طالتهم مظاهرات اليوم وطالبت بإسقاطهم.
يبدو أن المسلمين في الشام قد شخصوا المرض ولكن هل وصلوا إلى العلاج الناجع والحقيقي أم أنها هبة مشاعرية لا تلبث أن تخبوا بشيء من التخويف أو التحايل بتغيير قائد هنا وقائد هناك أو نصر وهمي هنا أو هناك ينفث عن تلك المشاعر الغاضبة؟؟
إن الناظر المتفحص في أحوال ثورة الشام وما آلت اليه يدرك أن المرض قد استفحل ولابد من علاج جذري أذ لم تعد تجد الحلول الترقيعية تجدي نفعا وعندما ننظر بعمق إلى الأسباب التي أدت إلى وصول الثورة إلى هذه الحال نجد ما يلي:
1- المال السياسي القذر الذي جعل بعض الفصائل تنفذ ما يملى عليها من داعميها دون تردد حتى وإن كان ذلك يفضب الله عز وجل ويضر بالثورة وحسن ظن البعض بالانظمة الإقليمية العميلة التي لا تختلف كثيرا عن نظام أسد.
2- سكوت الأمة والشعب الذين هم أصحاب الثورة ووقودها عن كثير من المخالفات التي وقعت فيها بعض الفصائل وعدم قيامهم بواجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3-سكوت عناصر الفصائل عن كثير من الأخطاء التي يرونها وعدم محاسبتهم لقادتهم.
4- وجود الشرعيين أصحاب الفتاوى حسب الطلب ليبرروا كل عمل يقوم به بعض الجهلاء أو العملاء ويلبسونه لبوس الإسلام.
5- عدم وجود قيادة سياسية واعية مخلصة تقود الثورة إلى بر الأمان وتجنبها المكائد والفخاخ التي يحاول أعداء الأمة إيقاعها فيها.
وختاما ما هو العلاج الجذري الناجع لكل هذه الأعراض والأسباب التي أوصلت ثورة الشام إلى حيث وصلت؟
هل يكفي إسقاط القادة فقط؟ إم هل يكفي التوحد لمجرد التوحد ؟
إن العلاج الحقيقي يكون بعد فهم واقع المرض وتحديده تحديدا دقيقا ليأتي بعد ذلك اختيار الدواء المناسب.
ونحن بوصفنا مسلمين فإن كل معالجاتنا وحلولنا يجب أن تكون مستنبطة من شريعتنا المنثقة عقيدتنا.
فيجب علينا أولا قطع كل الحبال مع أعداء الإسلام أو عملائهم ومحاسبة وعزل كل قائد تمتد يده إلى أعداء الأمة بحجة الدعم القذر الذي يقدمونه ليجعلوا قرارات الفصائل مرهونة بأيديهم والاعتماد على الله والتمسك بحبله فقط.
كما يجب علينا أن نتوحد على مشروع واحد مفصل مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله وهو مشروع الخلافة على منهاج النبوة والابتعاد عن المشاريع الجزئية أو العامة الغامضة أو تلك التي تغضب الله عز وجل كالعلمانية والوطنية والديمقراطية.
علينا إيجاد قيادة سياسية واعية مخلصة من أبناء الأمة الذين أثبتت الثورة عمق نظرتهم ودقة تحليلاتهم وصواب معالجاتهم ألا وهم شباب حزب التحرير الذين كانوا ومازالوا يحاولون جاهدين ترشيد الثورة وحمايتها وكشف كل المخططات الخبيثة التي تحاك لها. وأن يكون المسلمون من أهل الشام على وعي دائم ومراقبة مستمرة لمحاسبة كل من يحاول اختطاف ثورتهم وحرف بوصلتها، وأن تبدأ الاعمال العسكرية الجادة التي تسقط النظام في عقر داره في دمشق وتؤلمه وتشغله في منطقة خزانه البشري في الساحل.
بهذا تكون تحركات المخلصين مثمرة مفيدة لا تكون عبارة عن هبة مشاعرية سرعان ما يخبو أوارها بخديعة أو حل جزئي مؤقت لا يسمن ولا يغني من جوع.


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
محمد صالح